أردوغان يستغل عملاءه الدينيين لحصد الأصوات الانتخابية
لبدء العمل على حصد الأصوات الانتخابية للأتراك في الخارج خلال الانتخابات المقبلة حشد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عملاءه الدينيين العاملين في الدول الأجنبية.
حيث سيكون التصويت فيها أمرًا حاسمًا لبقائه السياسي رغم تدهور الاقتصاد التركي، وتستعد “ديانت” الذراع الدينية التركية لتنظيم حملات مكثفة بين الجاليات التركية لضمان أصواتهم في الانتخابات حسب موقع “نورديك مونيتور”.
رسائل سرية
كما شهد الأسبوع الماضي اجتماعًا للأئمة التابعين لمديرية الشؤون الدينية التركية “ديانت” حيث نقلت رسالة – أردوغان – للأئمة المبعوثين إلى الخارج للعمل كجزء من فرق في السفارات والقنصليات التركية كملحقين وقناصل.
وعُقد اجتماع الملحقية والقناصل الدينيين في العاصمة التركية أنقرة بدعوة من رئيس ديانت علي أرباش، وهو من الموالين المختارين بعناية من قِبل الرئيس رجب طيب أردوغان لإدارة شبكة ضخمة من الأئمة والمساجد تمولها ميزانية هائلة.
وخلال جلسة مغلقة، أمر أرباش الأئمة في الخارج بالعمل مع الكيانات الحكومية الأخرى لتحقيق الأهداف التي حددتها الحكومة التركية، كما تم إحضار الملحقين والقناصل إلى القصر الرئاسي في 2 يونيو لحضور لقاء خاص مع أردوغان. ولم تنشر الصحافة التركية أي كلمة عن محتوى الحديث، مما يعني أن مكتب الاتصالات الرئاسي لم يشارك أي شيء مع وسائل الإعلام.
وأشار “نورديك مونيتور” إلى أن الرئيس التركي يفقد الدعم، فرغم الشكوك في مصداقية استطلاعات الرأي العام في تركيا، والتي يتدخل الأمن فيها وسط مناخ من القمع الوحشي للأصوات المنتقدة لسياسات أردوغان وتهديد المعارضين بالسجن وإجبارهم على إخفاء آرائهم الحقيقية إلا أن معظم الاستطلاعات تشير لتدهور شعبية أردوغان.
مخططات أردوغان
وأردوغان قد خاطب الملحقين الدينيين والقناصل العاملين في السفارات والقنصليات التركية في الخارج يوم 2 يونيو الجاري، موضحًا أنه ورفاقه قلقون للغاية بشأن الصورة الحقيقية لما يشعر به الأتراك حيال حكومته ورد الفعل العنيف المحتمل للناخبين في مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، والتضخم المفرط، وزيادة البطالة، والانخفاض السريع في القوة الشرائية وقيمة الليرة التركية بحسب الموقع.
وأشار إلى أنه لا يوجد شخص لديه شك في أن أردوغان سيستخدم كل حيلة يعرفها لتزوير الانتخابات، واستخدام المخالفات الجماعية، ولديه قضاة تحت سيطرته ليحكموا لصالحه في عدد الأصوات المتنازع عليها.
وتابع أن أردوغان دفع بالفعل مشروع قانون من خلال البرلمان لمزايا تقسيم الدوائر الانتخابية وإعادة تقسيم الدوائر لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه، ولديه المزيد من الجهد لإمالة القواعد لصالحه.
وأضاف أنه على الرغم من ذلك، إذا خسر أردوغان وحزبه بأغلبية ساحقة، فقد يكون من الصعب جدًا عليه تعويض النقص بمثل هذه الحيل، لذلك ، يحتاج أردوغان إلى كل صوت لتضييق الفجوة قدر الإمكان والفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
“ديانت” أداة انتخابية
يتعامل أردوغان مع المساجد في الدول الأجنبية على أنها مراكز انتخابية هامة، ويعتمد على أئمة الحكومة لتوصيل رسائل إلى الناخبين في المساجد، وأشار “نورديك مونيتور” إلى أن “ديانت” تحولت بشكل جذري في العقد الماضي في ظل حكم أردوغان إلى أداة لإبراز أيديولوجية الإسلام السياسي المستقطبة والمسببة للانقسام في كل من تركيا والخارج.
وتُظهر البيانات الرسمية من الانتخابات البرلمانية لعام 2018 أن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان حصل على 52.5% من الأصوات التي أدلى بها المغتربون الأتراك، وارتفعت إلى 60.6%عند إدراج أصوات شريكه، حزب الحركة القومية اليميني المتطرف (MHP).
وفي الانتخابات الرئاسية في نفس العام ، حصل أردوغان على 59.4% من جميع أصوات المغتربين في سباق ضد مرشح المعارضة الرئيسي، وبحسب الموقع، تلعب المساجد والجمعيات والمؤسسات التركية التي تدعمها وتمولها الحكومة التركية في دول أخرى دورًا مهمًا في تسجيل الناخبين وحملات الخروج للتصويت، ويعتمد أردوغان على ديانت، مع وسائل أخرى للحفاظ على نسب التصويت له بين الجاليات في الخارج.
وخصص أردوغان لديانت ميزانية قدرها 16.1 مليار ليرة تركية لعام 2022.
وتسيطر على حوالي 90 ألف مسجد وتوظف ما يقرب من 140 ألف موظف بما في ذلك أولئك الذين يعملون في الخارج. ويتم تمويل بعض العمليات في الخارج من قبل مؤسسة الشؤون الدينية التركية.