سياسة

أردوغان يستغل المساجد من أجل عمليته العسكرية في شمال سوريا


قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستغلال دور العبادة بهدف حشد التأييد الشعبي لعمليته العسكرية التي يقوم بها في شمال سوريا ضد الأكراد.

وقد شنت القوات التركية، في هذا الأسبوع، عملية عسكرية واسعة استهدفت المناطق الكردية شمالي سوريا، الأمر الذي أثار جدلا كبيرا وحملة إدانة دولية واسعة، وذلك استنكارا وتنديدا للتوغل التركي داخل الأراضي السورية.

وقد لجأ أردوغان إلى المساجد لغسل أدمغة المواطنين، من أجل منح هذه العملية شرعية دينية، حسب ما ذكره بعض المراقبين.

ومن جهته، فقد نشر رئيس الشؤون الدينية في تركيا، علي أرباش، تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، حيث طالب جميع المساجد إلى قراءة سورة الفتح كل يوم في صلاة الصبح، وذلك طوال فترة العملية العسكرية.

وقد قال أرباش سنقرأ ونصلي بسورة الفتح في صلاة الصبح بجميع مساجدنا حتى نحقق الانتصار في العملية العسكرية التي بدأتها قواتنا الأمنية ضد، المنظمات الإرهابية، في شمالي سوريا.. تقبل الله صلواتنا.

ويقصد أرباش بقوله المنظمات الإرهابية، الفصائل الكردية، والتي حسب أنقرة فهي إرهابية، وذلك لارتباطها بحزب العمال الكردستاني الذي خاض تمردا داخل الأراضي التركية.

ونشر أيضا القائم على الشؤون الدينية تغريدة أخرى تضم عددا من الصور داخل أحد المساجد مع عناصر الجيش التركي والمواطنين. وقد قال بعد صلاة الصبح في مسجد موغلا.. قرأنا سورة الفتح ودعونا للانتصار.

شرعية دينية

في حين قال مراقبون بأن هذه الخطوة يسعى من خلالها أردوغان إلى تبرير عمليته العسكرية ومنحها شرعية دينية حتى تلقى استجابة واسعة داخل البلاد.

وهذا ما أكده أيضا الخبير في الشؤون التركية، محمد عبدالقادر، حيث قال بأن استغلال الدين لخدمة الأغراض السياسية يدل على خلفية الرئيس أردوغان. وفي تصريحه لموقع سكاي نيوز عربية، بأن أردوغان يأتي من خلفية دينية، لاسيما وأنه خريج مدرسة الأئمة والخطباء، كما أن ذلك يظهر بشكل واضح في خطاباته.

وتابع قائلا: استغلال الدين في مجالات الحياة العامة يهدف إلى ضمان وكسب تأييد القاعدة الجماهيرية.. ما قام به رئيس الشؤون الدينية في تركيا يشير إلى محاولة إضفاء القدسية الدينية على طبيعة العمليات العسكرية التي تجري حاليا في شمال سوريا.

قتوحات عثمانية

أما بخصوص دلالة سورة الفتح واستغلال دور العبادة، فقد ذكر عبد القادر بأن الأمر يصور حاليا في تركيا وكأنه عودة إلى فترة الفتوحات والمناطق المرتبطة بالدولة العثمانية.. تركيا تسعى حاليا إلى –إعادة فتح- هذه المناطق ومنحها دلالة رمزية.

وحسب ما أفادت الأمم المتحدة يوم الجمعة، فإن الهجوم الذي تشنّه القوات التركية وفصائل سورية موالية لها لليوم الثالث في شمال شرق سوريا، قد أجبر نحو مئة ألف شخص على مغادرة منازلهم.

وذكرت الأمم المتحدة في بيان بأن ما يقرب من مئة ألف شخص قد غادروا منازلهم. ورغم أنه تمّ إيواء معظمهم في المجتمعات المضيفة، إلا أنّ أعداداً متزايدة منهم ما زالوا يتوافدون على مراكز الإيواء الجماعية (…) والمدارس في الحسكة وتل تمر.

وقد حذّرت من نتائج تصاعد أعمال العنف وتأثيرها على الخدمات الأساسية، حيث أشارت إلى خروج محطة مياه من الخدمة، يعتمد 400 الف شخص في مدينة الحسكة والمناطق المحيطة بها عليها كمصدر للمياه.

وحذّرت أيضا منظمات دولية من كارثة إنسانية في شمال شرق سوريا. كما نبّهت 14 منظمة إغاثة دولية في بيان مشترك يومه الخميس من أن تصاعد العنف قد يؤدي إلى تعليق تقديمها للمساعدات.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى