أتباع أردوغان يهددون المعارضين داخل تركيا وخارجها
يستمر أتباع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تهديد المعارضين داخل تركيا وخارجها.
حيث وجه رئيس مديرية الشؤون الدينية التركية (ديانت) تهديدات جديدة لزملائه المعارضين لحكومة أردوغان، في اجتماع عقد في 6 مايو في كازاخستان، وهو الاجتماع الذي حضره مفتون من الدولة التركية، مهددًا بشكل غير مباشر بقطع الدعم المالي لتركيا.
تهديد المعارضين داخل تركيا وخارجها
وفي حديثه خلال اجتماع اتحاد مفتي الشعوب التركية في تركستان، وهي مدينة في كازاخستان، استهدف رئيس ديانت علي أرباش حركة جولن الدينية. التي يتعرض أعضاؤها لانتهاكات جسيمة في تركيا عقابًا على معارضتهم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حسبما كشفت صحيفة “نورديك مونيتور” الاستقصائية.
ووفق الصحيفة، وصف أرباش حركة جولن بأنها جماعة تعمل نيابة عن الإمبرياليين، قائلاً: “إن وجود أفراد ومؤسسات لا تنأى بنفسها عن هذا الهيكل ولا يمكنها التعبير عن موقفها يلفت الانتباه بوضوح“.
فيما علمت “نورديك مونيتور” أن أرباش قصد تحديدًا السلطات في قيرغيزستان وكازاخستان دون ذكر أسماء. فقد قامت هاتان الدولتان بالفعل بتأميم المؤسسات التعليمية التابعة لحركة جولن نتيجة الضغوط المستمرة من تركيا. ومع ذلك، تطالب تركيا أيضًا بترحيل مواطنيها المنتمين إلى الحركة، في محاولة للتنكيل بأعضاء الحركة.
وصرح رئيس هيئة الشؤون الدينية التركية الموالي لأردوغان: “يجب أن أصرح بوضوح أنه ليس من الممكن بالنسبة لنا العمل مع أي شخص أو مؤسسة تعمل جنبًا إلى جنب مع منظمة جولن الإرهابية، فهذا هو الخط الأحمر لتركيا. وإذا كان التسامح مع هذه المنظمة بسبب الجهل فهو إهمال“. واعتبر أرباش أنه “إذا تم ذلك بوعي، فهو خيانة”.
كما تم تحويل المؤسسة، التي تتمتع بأصول ضخمة وميزانية سنوية تزيد عن مليار ليرة تركية، إلى أداة لإبراز أيديولوجية الإسلام السياسي في الخارج. واستغلت حكومة أردوغان المنظمة لبناء مساجد ومدارس دينية في الخارج وتقديم منح دراسية لآلاف الطلاب الأجانب.
حيث تستخدم حكومة أردوغان هذه المؤسسة لبناء مساجد في دول أخرى لإنشاء مراكز لنشر أيديولوجيتها الإخوانية، والتلاعب بأمن الدول المنافسة لها. أو بناء المجتمعات التي ستساعد على تنفيذ أجندة الحكومة التركية في الخارج. وخصصت 85 مليون ليرة تركية في عام 2020 لبناء مراكز موالية لهم في الدول الأجنبية. وتقع المساجد التي تم بناؤها مؤخرًا بتمويل من “ديانت” بملايين اليوروات في كوسوفو وألبانيا وروسيا والبوسنة والهرسك وقيرغيزستان. وتم افتتاح بعض المساجد من قبل أردوغان نفسه.
ووفقًا لأحدث البيانات المالية التي تم الكشف عنها، كان لدى هذه الهيئة التركية الدينية 1.3 مليار ليرة تركية من الإيرادات في عام 2020.
وجاء الجزء الأكبر منها من التبرعات، وأنفقت 853.6 مليون ليرة تركية في نفس العام لتمويل المشاريع. ولم يتم الإعلان عن قيمة أصولها، ومعظمها في شكل عقارات مملوكة لشركات قابضة وأسهم في الأعمال التجارية، ولكن قُدرت قيمتها بمليارات الدولارات.
مسجد الإمام السراحسي، الذي بنته هيئة الشؤون الدينية التركية “ديانت” في العاصمة القيرغيزية، وهو حاليًا أكبر مسجد في آسيا الوسطى. وافتتح المسجد للخدمة في عام 2018 بحفل حضره أردوغان.
ووفق الصحيفة، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تمارس فيها تركيا ضغوطًا على المؤسسات الدينية مقابل المساعدة التي قدمتها.
وانسحب السفير التركي لدى قيرغيزستان جنكيز كميل فرات، من الحفل، حيث احتج على وجود مدير مدرسة سابق يُزعم أنه ينتمي إلى حركة جولن في حفل إفطار نظمه مفتي بيشكيك في عام 2019 ، وصرخ: “لدينا مسجد بني” هنا مقابل 35 مليون دولار، وأنت تجلسنا على نفس طاولة الإرهابيين“.
وبدأت حركة جولن أنشطتها في آسيا الوسطى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، وهي جماعة معروفة في المنطقة. إن توصيف حركة جولن على أنها منظمة إرهابية في منطقة بها عشرات الآلاف من خريجي الجامعات والمدارس الثانوية التي تديرها الحركة لا يعمل لصالح الحكومة التركية. ومع ذلك، ونتيجة لضغوط تركيا، اضطر عدد كبير من المواطنين الأتراك المنتسبين للحركة إلى المغادرة وطلب اللجوء في الدول الغربية، وخاصة دول الاتحاد الأوروبي.
انتقد حميد الله أوزتورك، وهو عالم دين وكاتب عمود سابق في صحيفة زمان اليومية المغلقة الآن، خطاب أرباش في كازاخستان في مقطع فيديو على تويتر. وهجوم أرباش على أعضاء حركة جولن، قائلاً: إن العديد من المعارضين اضطروا إلى الفرار من تركيا بسبب ملاحقة السلطات لهم، على الرغم من أنهم أصدقاء الماضي لأردوغان وأرباش أنفسهم.