سياسة

وسط الأزمات التي تعصف بالصومال.. من أين يحصل فرماجو على أمواله الطائلة؟


كان الصومال على موعد مع تنظيم أول انتخابات مباشرة منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في 1991، لكن تعثر الإعداد وهجمات حركة الشباب الإرهابية أجبرت السلطات على التخطيط لاقتراع آخر غير مباشر، ما أدخل البلاد في أزمة سياسية منذ مطلع فبراير الجاري، إثر نهاية ولاية الرئيس محمد عبد الله فرماجو، وتمسكه بكرسي الحكم، في محاولة لخلق نظام دكتاتوري في البلد الذي يعاني أساسا من عدم الاستقرار.

وتأجل اختيار النواب بسبب سعي الرئيس المنتهية ولايته والذي يسعى إلى ولاية ثانية، بملء المجالس الانتخابية الإقليمية والوطنية بحلفائه، مشيرا إلى أنه عمليا يؤخر الانتخابات، ما أدى إلى خروج الشعب الصومالي في احتجاجات قوبلت بقمع شديد من طرف قوات فرماجو والتي تدربها تركيا في الصومال، ما يعني أن الصومال تدار حاليا بحكومة مؤقتة ليس أكثر، بحسب ما قال شريف أحمد، الباحث في الشؤون الإفريقية.

وأضاف أحمد: تضم الصومال أكبر قاعدة عسكرية لتركيا خارج حدودها، حيث تقوم أنقرة بأنشطة عسكرية عديدة منها تدريب الجيش الصومالي، إلى جانب أنشطة اقتصادية تهدف لتعزيز تواجدها في منطقة القرن الإفريقي، كما أن القوات التابعة لفرماجو والتي تسمى جورجور تلقت تدريبات مكثفة في القاعدة التركية بمقديشو، ويتراوح عدد عناصرها بين 4500 و5000 عسكري، ويتلقون الأسلحة والذخائر من تركيا، ويتمركزون في كل من مقديشو وطوسمريب وبلد حاوة، وتتلقى هذه القوات الأوامرَ مباشرة من فرماجو، وتأتمر كذلك بأوامر الضباط الأتراك في القاعدة.

وفي نفس السياق، قال محمد بركات، الباحث السياسي: إن وجود الرئيس الصومالي غير شرعي حيث إن ولايته قد انتهت بالفعل، بالإضافة إلى أنه تعمد تأخير الانتخابات، واستخدم قوات تابعة له في القمع وتزوير الانتخابات الإقليمية، ولذا فإنه لا يوجد شك في أنه سيتم استخدام قواته والأسلحة الواردة من تركيا لخطف الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن الحكومة الصومالية المؤقتة بقيادة فرماجو لا تختلف عن حركة الشباب الإرهابية، فالحركة الإرهابية تقتل كل من يختلف معها في الرأي، بينما فرماجو يعلن الحرب على كل من يعارضه، حيث يحصل على تمويل من تركيا ودول أخرى راعية للإرهاب، بل ويتعاون معها لتنفيذ مخططاتها.

وأضاف: تراهن تركيا بشدة على إعادة انتخاب الرئيس الصومالي، عبد الله محمد فرماجو، في فبراير المقبل، وسط جدل حول نفوذ أنقرة المتنامي في البلد الإفريقي المضطرب أمنيا، لكن الأجندة تركيا في الصومال صارت تتعرض لانتقادات متزايدة، لاسيما أن المرشح الذي سينافس الرئيس على الأرجح، لا يخفي مخاوفه من دور أنقرة المشبوه.

ويواجه فرماجو انتقادات عديدة من المجتمع الدولي، لاسيما وأن أردوغان هو الحاكم الفعلي للصومال، حيث تتولى مجموعة ألبيرق التركية إدارة ميناء مقديشو منذ عام 2016، أما مطار أدين أدي الدولي في العاصمة مقديشو فيدار بدوره من قبل مجموعة تركية وهي فافوري إل إل سي، كما أن ملف الانتهاكات ضد الشعب الصومالي يؤرق منظمات حقوق الإنسان الدولية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى