سياسة

وباء كورونا ومناعة نظام الملالي


أمامنا في حقيقة الأمر صورتان مثيرتان للجدل حتما، مع فارق الجغرافيا والزمن، ففي الصين انتشر وباء كورونا، وبلغ عدد المصابين أكثر من 76 ألفا مع عدد وفيات 2444 منذ بدء انتشار الفيروس الخطير في مقاطعة ووهان.

أولا، وما يهمني أن أشير إليه هنا هو هذه الشفافية الواضحة في الخطاب الإعلامي الداخلي والخارجي للحكومة الصينية والقيادات ذات الصلاحية بالتعاطي مع هذه الأزمة المصيرية في تاريخ الدولة، إلى جانب الإجراءات العاجلة والمواجهة المستميتة التي خاضتها الصين حكومةً وهيئات صحية وعسكرية وأفراداً في مواجهة الوباء.

ولك أن تتخيل الأمر لو كنا في عصر الماوية والخطاب السياسي التعبوي الاشتراكي بحسب أقسى أنماط الستالينية الدموية، أو أن تقارن بما هي الحال عليه في كوريا الشمالية التي لم تعلن عن أي إصابة بالفيروس، مع أن كوريا الجنوبية أعلنت عن عدد حالات الإصابة المؤكدة 550 حالة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى أربعة حتى لحظة كتابة المقال.

في المقابل، لي أن أشير إلى سياسات التعمية التي تنتهجها القيادة الإيرانية ونظام الملالي باستغباء الشعب والاستهتار بحياة البشر والأفراد، الاستهتار الذي يصل حد الجريمة ضد الإنسانية بدون أي وازع أو رادع ديني أو أخلاقي.

فقد استمرت إيران في استقبال وانتقال الأفراد منها وإليها بذريعة الحج الديني إلى مدنها ومدن العراق المجاور لزيارة الأماكن المقدسة لدى أتباع المذهب الشيعي، دون أدنى اهتمام بالتوعية من مخاطر انتقال فيروس كورونا.

ودون أدنى تطبيق لإجراءات الوقاية التي تصبح أكثر من ضرورية في مثل هذه الحالة، مما أدى إلى تفشي الوباء في مدينة قم أولا، ومنها إلى بقية أنحاء إيران، وصولا إلى لبنان عبر مريضة لبنانية كانت زارت المدينة مطلع الأسبوع الماضي.

بعدما ضمن نظام الملالي انتشار الفيروس المسبب لكورونا ربما لتوجيه اهتمام الإعلام بعيدا عن المطالب المحقة للشعب في التغيير والديمقراطية، صدر القرار بإغلاق الجامعات في طهران والبرز وقزوين والمركزية وقم وهمدان وأصفهان وجيلان ومازندران، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء “إرنا” الرسمية، نقلا عن مستشار وزارة الصحة الإيرانية علي رضا وهاب زاده.

ووسط أنباء غير رسمية عن ارتفاع عدد الوفيات جراء الفيروس إلى أكثر من 15 وفاة، مع مؤشر خطير يدل على استمرار الاستهتار بحياة البشر لدى نظام الملالي وأذنابه الذين بات همهم الوحيد البقاء في السلطة واستنزاف الثروات وامتصاص دماء شعوبهم في إيران والعراق ولبنان وغيرها، فها هو حزب الله في لبنان يشجب ويدين ويستنكر الدعوة إلى تعليق الرحلات الجوية مع إيران، بينما يفرُّ مقتدى الصدر من قم على عجل، في صورة أكيدة تعكس حقيقة انتشار الوباء رغم إخفاء النظام لها وسكوته عنها لأكثر من أسبوع.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى