واشنطن تتابع تطورات سوريا.. ما موقفها من «هيئة تحرير الشام»؟
باتت الولايات المتحدة في مرحلة الركض خلف الأحداث المتسارعة في سوريا، إثر سقوط نظام بشار الأسد في أيام قليلة، في مفاجأة كبيرة.
وأحد أهم الأسئلة التي باتت بحاجة إلى إجابة، هي وضعية هيئة تحرير الشام المشكلة من عدة فصائل أهمها هيئة فتح الشام المنبثقة عن جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة سابقا.
-
سوريا منذ 2011: محطات بارزة في طريق إسقاط الأسد
-
تقرير أميركي: إيران تبدأ سحب قواتها من سوريا بعد هزائم الأسد
وهيئة تحرير الشام باتت سؤالا صعبا يحتاج لإجابة سريعة إذا قادت التنظيمات المسلحة التي أطاحت ببشار الأسد، رغم وجودها وزعيمها أحمد الشرع الملقب بـ”أبومحمد الجولاني”، على لائحة الإرهاب الأمريكية منذ سنوات.
وقال مسؤول أمريكي لصحيفة “واشنطن بوست”، إن المسؤولين الأمريكيين على اتصال مع جميع الجماعات المنخرطة في القتال في سوريا، بما في ذلك الجماعة الرئيسية التي أطاحت بالأسد، هيئة تحرير الشام، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة ولا تزال على قائمة الإرهاب الأمريكية.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة الأمريكية ستزيل الجماعة من تصنيفات الإرهاب، الأمر الذي من شأنه أن يتيح تعميق الاتصالات والتعاون الأمريكي معها، لم يستبعد المسؤول ذلك.
-
خميس الخنجر يقود مبادرة لثني العراق عن التدخل في سوريا
-
إسرائيل تصعّد ضد حزب الله: هجمات على طرق الإمداد وتوقعات في سوريا
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته: ”علينا أن نكون أذكياء.. وأن نكون واعين وبراغماتيين للغاية بشأن الحقائق على الأرض“.
فيما أوضح مسؤول أمريكي ثانٍ أن الإدارة الأمريكية بصدد إجراء ”تقييم في الوقت الحقيقي“ حول هيئة تحرير الشام ومستوى استقلاليتها عن تركيا ووجهات نظر تركيا حول الأكراد السوريين، وما إذا كان ينبغي رفع الجماعة من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وتدعم واشنطن قوات كردية في سوريا، واعتمدت عليها كرأس حربة في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي الذي استولى على مناطق واسعة في سوريا والعراق منذ 2014 قبل هزيمته بحلول 2018.
-
الإخوان والجماعات الإرهابية في سوريا: ما موقفهم من التحركات الأخيرة؟
-
سوريا تحت الأنقاض: صراع محتدم بين إسرائيل والفصائل الإيرانية
وتحدث المسؤول لـ”واشنطن بوست”، شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة التقييمات الداخلية الحساسة.
وسعى الرئيس جو بايدن، يوم الأحد، إلى أن ينسب الفضل في سقوط الأسد إليه، قائلًا إن ذلك كان نتيجة للإجراءات التي اتخذتها إدارته لتعزيز الحلفاء في خضم الحروب في أوكرانيا وغزة.
وتابع أن روسيا وإيران وحزب الله لم يتمكنوا من مساعدة نظام الأسد كما فعلوا في الماضي لأنهم ”أضعف اليوم مما كانوا عليه عندما توليت الرئاسة“.
بايدن ذكر أيضا، أنه سيرسل مسؤولين من إدارته إلى المنطقة ويعرض المساعدة على جيران سوريا، بما في ذلك الأردن ولبنان والعراق.
-
إسرائيل تستهدف مواقع حيوية في سوريا.. المرصد يؤكد دماراً واسعاً
-
الإطاحة بالأسد: نظرة على الثروات النفطية ومستقبل الطاقة في سوريا
كما وعد بتقديم الإغاثة الإنسانية وأعلن أن إدارته ستنسق مع الأمم المتحدة لمساعدة السوريين على بناء دولة مستقلة وذات سيادة.
وقبل سنوات، تم تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل الولايات المتحدة وتركيا والأمم المتحدة والعديد من الدول الغربية الأخرى.
وفي 2018، رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للقبض على زعيمها أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع)، وفق شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية.