سياسة

هل “فشل” باشاغا في دخول طرابلس؟


انتقلت عدوى تحرك المسلحين لمعبر وازن الحدودي مع تونس لمنع فتحي باشاغا من دخول طرابلس بعد ساعات من حشود عسكرية بالمنطقة الغربية بليبيا.

زعم عميد بلدية نالوت عبدالوهاب الحجام حشود عسكرية، أنها نجحت في التصدي لقوات تابعة لأسامة الجويلي والتي حاولت فجر السبت تأمين دخول رئيس الحكومة فتحي باشاغا من تونس لليبيا عبر معبر الذهبية- وازن الحدودي.

كما أكد المسؤول الليبي، إصدار تعليمات للمجلس العسكري لاتخاذ الإجراءات اللازمة، مشيرًا إلى أنه لن يتم السماح بزعزعة الأمن في المنطقة التي يرأسها.

استنفار للدبيبة

جاءت تصريحات المسؤول المحلي، بعد ساعات من عقده لقاء مع رئيس الحكومة المقالة عبدالحميد الدبيبة. قال عنه المكتب الإعلامي للحكومة إنه جاء لمتابعة الأوضاع بالبلدية وكذلك الأوضاع الأمنية بالمنطقة الغربية.

كما وجه الدبيبة مسؤوله المحلي بضرورة العمل على استتباب الأمن بالمنطقة وعدم السماح بأي تحركات “غير مسؤولة” تهدف إلى زعزعته. في إشارة إلى إفشال أي محاولات من شأنها السماح بدخول باشاغا برًا إلى ليبيا عبر تونس.

إلا أن الدبيبة لم يكتف بلقاء مسؤوله، بل إنه عقد لقاء -كذلك- مع السفير التونسي المعتمد لدى ليبيا الأسعد العجيلي، وآمر قوة مكافحة الإرهاب اللواء محمد الزين، لمناقشة زيادة التنسيق الأمني بين البلدين.

لقاءات للدبيبة تناغمت مع تصريحات لمسؤوليه، كان الهدف الأوحد منها منع دخول فتحي باشاغا إلى العاصمة الليبية طرابلس برًا عبر المعبر الحدودي مع تونس، أو جوًا عبر مطار معيتيقة.

أين الحقيقة؟

لكن مصادر ليبية أكدت أن مليشيات الدبيبة، تسربت إليها خطة باشاغا للدخول إلى طرابلس برًا عبر تونس، بعد لقائه في العاصمة التونسية قيادات مسلحة، للترتيب لهذا الأمر.

وأوضحت المصادر، أن خطة باشاغا كانت تتضمن دخول ليبيا عبر معبر وازن الحدودي مع جنوب تونس، وصولا إلى الزنتان ثم الانحدار نحو طرابلس، إلا أن مليشيات الدبيبة هرولت للسيطرة على المعبر؛ لإفشال تلك المساعي، وهو ما تكلل بالنجاح حتى اللحظة.

إلا أن حكومة فتحي باشاغا تجاهلت الحديث أو الإشارة لتصريحات عميد بلدية نالوت أو تسريب خطة دخول ليبيا. وأكدت في بيان صادر عنها فجر الأحد، على نهجها الثابت بعدم استعمال القوة، محملة مسؤولية التصعيد والتحريض على العنف للحكومة منتهية الولاية.

وأدانت حكومة باشاغا، “إهدار” المال العام و”تسخير” ثروات الدولة الليبية لصالح حكومة “خارجة عن الشرعية تسعى لبث الفتنة ونشر الفوضى للاستمرار في السلطة”. مشيرة إلى أنها ستواجه هذا “الانحراف” بالطرق السياسية بحزم وجدية.

اجتماعات مستمرة

وإلى ذلك قال المحلل السياسي الليبي خالد الترجمان إن هناك بعض المليشيات التي تساند باشاغا وتحاول الانتشار في محيط طرابلس الكبرى، مشيرًا إلى أن رئيس الحكومة يعقد اجتماعات مستمرة في مقر إقامته بتونس مع قادة المليشيات الموجودة في غرب البلاد، في محاولة لاستمالتها.

وأوضح المحلل الليبي، أن غلق ميناء البريقة والحقول التابعة والمؤدية للميناء، يعد تطورًا “خطيرًا”، فهو بمثابة رسالة ضغط على حكومة الدبيبة للرحيل بشكل عاجل.

وحذر من أن الأمور ستتطور خلال اليومين المقبلين، بعد أن يترك فتحي باشاغا، مقولته الشهيرة بأنه سيدخل بقوة القانون محاولا العثور على طرق بديلة للدخول إلى طرابلس.

وأشار إلى أن وتيرة التوتر في العاصمة الليبية بدأت ترتفع، إن لم يتدخل عقلاء المشهد الدولي لإجبار الدبيبة على الرحيل وترك مقر الحكومة في طرابلس لباشاغا.

3 سيناريوهات

أوضاع “ملتهبة”، قال عنها المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في تصريحات، إنها تقود إلى 3 سيناريوهات؛ أولها: تمكن فتحي باشاغا في إقناع تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا للتخلي عن دعم حكومة الدبيبة، وممارسة ضغوط عليه بالتسليم سلمًا.

السيناريو الثاني -بحسب المرعاش- سيكون عبر تحرك شعبي في مناطق ليبيا شرقًا وجنوبًا وغربًا لإيقاف تدفق النفط وإحالة عائداته إلى حكومة الدبيبة، ما سيشكل صدمة للمستفيدين من إنتاج النفط الليبي، و”سيجبرهم” على التحرك ورفع الغطاء عن الحكومة السابقة، التي تقود البلاد للحرب والتقسيم.

أما السيناريو الثالث، فهو بقاء الوضع الراهن، ما يعني أن حكومة باشاغا ستظل كما هي “عاجزة” عن دخول طرابلس، مما يستدعي تدخل مجلس النواب ليتحمل مسؤولياته.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى