هل دمر الحريق كنوز كاتدرائية نوتردام الثمينة؟


تم تشييد كاتدرائية نوتردام المتواجدة وسط العاصمة الفرنسية باريس، قبل نحو 850 عاما، وتضم الكثير من الكنوز الثمينة ذات القيمة الفنية والدينية والثقافية العالية، مما يجعلها رمز باريسي لافت ولا يقدر بثمن.

وقد وضعت الجهات المعنية في باريس خطة لإنقاذ هذه الكنوز وحرصا على قيمتها التاريخية والأثرية والفنية، ووفق تقارير إعلامية فقد نجحت الجهات المعنية في ذلك إلى حد كبير، إذ قال وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستير للصحفيين، يوم الثلاثاء، أن الأعمال الفنية التي قد أخرجت من كاتدرائية نوتردام أثناء الحريق المندلع يوم الاثنين سيتم نقلها إلى متحف اللوفر.

كما أكد المتحدث باسم جهاز الإطفاء في باريس غابرييل بلوس أن السطح بأكمله انهار، والإطار الخشبي دمر، انهار جزء من القبة، والبرج لم يعد موجودا.

و في وقت سابق، ذكر الوزير أن رجال الإطفاء وعاملين بوزارة الثقافة ومجلس المدينة قد هرعوا إلى الكاتدرائية عندما اندلع الحريق من أجل حماية الأعمال الفنية الهامة الموجودة بالداخل.

إكليل الشوك

يعتقد أن إكليل الشوك هو الإكليل الأصلي من القدس، إذ قدم كهدية إلى الملك لويس التاسع عام 1238، والذي شيد كنيسة القديس في باريس ليوضع الإكليل فيها، قبل أن تتحول إلى كاتدرائية نوتدرام.

وقال أيضا وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر،  يوم الثلاثاء، أن بعض القطع الفنية قد تم إنقاذها، من بينها قطع مقدسة مثل إكليل الشوك للسيد المسيح، وأكد ذلك أيضا نائب عمدة باريس، والذي عبر عن فرحته بإنقاذ مثل هذه القطع الفنية المهمة.

وقد أكد الخبر أيضا المتحدث باسم جهاز الإطفاء الفرنسي غابرييل بلوس، حيث قال لقد تم إنقاذ جميع الأعمال الفنية التي كانت في المخازن، بما في ذلك تاج الشوك ورداء القديس لويس.

رداء الملك لويس التاسع

وحسب وزير الثقافة الفرنسي ونائب عمدة باريس، فقد تم أيضا إنقاذ رداء الملك لويس التاسع، والذي يعرف باسم رداء القديس لويس، ويعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر.

كما أوضح المسؤولان الفرنسيان أنه تم نقله في الأول إلى مجلس المدينة على أن يتم نقله لاحقا إلى متحف اللوفر المجاور.

 الأرغن الكبير

وقد ذكر نائب عمدة باريس إلى أن أرغن الكاتدرائية الكبير، والذي يعتبر من بين أشهر وأكبر مقتنياتها، لم يتضرر بسبب الحريق المدمر.

ويعود تاريخ الأرغن الكبير، الذي يتكون من 8000 أنبوب، إلى ثلاثينيات القرن السادس عشر وتم وضعه في الكاتدرائية عام 1403، وصنعه فرانسوا تييري.

كنوز أخرى

وأكد أيضا المتحدث باسم جهاز الإطفاء أنه تم إنقاذ غرفتي الأجراس، وقال لقد تم إنقاذ غرفتي الأجراس. تخيلوا لو أن الإطار الخشبي ضعف وانهارت غرفتا الأجراس، لقد حبسنا أنفاسنا حقا من الخوف!.

إضافة إلى ذلك لم تتعرض النافذة الوردية الشمالية، ولا النافذتين الأخريين الغربية والجنوبية، لأي ضرر إثر الحريق، بالرغم مما قالته التقارير الأولية بأنها ذابت جراء الحريق، ولكن تم نفي مثل هذه التقارير لاحقا.

يشار إلى أن النافذة الغربية أصغر من الجنوبية وتم تصميمها ووضعها في الكاتدرائية لأول مرة عام 1225، أما النافذة الجنوبية فأكبر حجما وأكثر زينة وصنعت عام 1260.

وقد نجت التماثيل النحاسية الستة عشر، التي تحيط بالبرج الكبير المنهار جراء الحريق، نظرا لأنه تم إنزالها في وقت سابق قبل الحريق بسبب أعمال التجديد في الكاتدرائية.

 كنوز لم يعرف مصيرها

تمثال الصليب   

هذا التمثال من أعمال النحات نيكولا كوستو، ويعد من بين أهم الأعمال الفنية في الكاتدرائية، ويوجد على المذبح العالي في الكاتدرائية.

وقد أظهرت لقطات وصور أن المنحوتة سليمة، لكن حالتها لم تعرف تماما بعد.

الصليب والمسمار المقدس

إلى جانب إكليل الشوك، تضم الكاتدرائية جزءا من  الصليب الأصلي والذي يعتقد الكثير بأن المسيح قد صلب عليه، وأحد المسامير الأصلية التي استخدمت في صلبه، ولم يعرف بعد ما إذا تم إنقاذ هذه القطع التاريخية والأثرية.

تمثال السيدة والطفل

هو تمثال شهير ويعتبر من أيقونات الكاتدرائية الشهيرة، ويعرف أيضا باسم نوتردام دي باريس، وهو اسم مشترك مع الكاتدرائية، وهو تمثيل للسيدة العذراء والطفل يسوع، وقد تم نحت هذا التمثال في القرن الرابع عشر وتم نقله إلى كاتدرائية عام 1818.

أجراس الكنيسة

تتضمن الكاتدرائية 10 أجراس، أكبرها جرس إيمانويل ويزن 13 طنا، وصنع في القرن الخامس عشر.

تمثال دينيس

قد تم نحته من طرف نيكولا كوستو في القرن الثامن عشر، ويمثل القديس دينيس، الذي كان أسقفا على باريس في القرن الثالث الميلادي، وتحول بعد ذلك إلى شهيد بعدما بقطع رأسه.

لوحة القديس توما الأكويني

تم رسمها في القرن السابع عشر، ومنحت للكاتدرائية عام 1974، وتمثل اللوحة القديس وحوله أشخاص وهم يشربون من ينبوع الحكمة.

للإشارة فأن المئات من رجال الإطفاء قد شاركوا في عمليات إخماد هذا الحريق الهائل، والذي تمكن من بعض أجزائه، ومن بينها البرج العالي في الكاتدرائية وسقفها الخشبي.

يبدو أن الهيكل العام للكاتدرائية ظل سليما بعد الحريق، وربما اللوحات الضخمة داخلها قد تأثر بعضها إثر دخان الحريق، وحسب ما ذكره مسؤولون حكوميون يوم الثلاثاء،  فعلى الأغلب أنها ظلت سليمة من دون أضرار.

ووفقا لنما ذكره المسؤولين، فإنه سيتم نقل اللوحات إلى متحف اللوفر يوم الجمعة، حيث تحيي سلسلة من 76 لوحة، طول الواحدة منها نحو 4 أمتار، ذكرى سفر أعمال الرسل من العهد الجديد، إضافة إلى تحول القديس بولس إلى المسيحية.

Exit mobile version