متابعات إخبارية

هل تراهن تركيا على الإخوان في حضرموت؟


تحاول تركيا في الوقت الراهن بسط نفوذها في جنوب اليمن عبر بوابة الحكومة الشرعية وقناة حزب التجمع اليمني للإصلاح (ذراع الإخوان المسلمين في اليمن).

ونشرت صحيفة (العرب) أول من أمس تحليلاً لتحولات اهتمام تركيا بتثبيت مصالح لها في اليمن، وقد سلط التحليل الضوء على تحويل أنقرة لاهتمامها من محافظة شبوة إلى محافظة حضرموت. معتبراً ذلك دلالة واضحة على سعيها للحصول على حصة في منابع النفط اليمني.

وتطرق التحليل إلى الزيارة التي قام بها السفير التركي لدى اليمن مصطفى بولانت إلى محافظة حضرموت، وهي أول زيارة لمسؤول تركي من هذا المستوى إلى المحافظة الغنية بالنفط. 

وذكر أنّ هذه الزيارة تكشف اهتمام تركيا بإيجاد موطئ قدم لها في المحافظة ذات الموقع الاستراتيجي المنفتح على بحر العرب. والتي تحتوي أراضيها على مخزونات مهمّة من النفط والغاز.

والتقى السفير في حضرموت مع عدد كبير من المسؤولين في السلطة المحلية مدنيين وعسكريين. وعرض عليهم الشراكة مع تركيا في عدد من المجالات. مؤكّداً اهتمام أنقرة بالمحافظة التي وصفها بـ “واجهة اليمن”.

وجاءت هذه الزيارة مكمّلة لتحركات تركية في العديد من المناطق اليمنية الواقعة خارج سيطرة جماعة الحوثي. حملت بالأساس عناوين إنسانية من خلال تقديم المساعدات للسكان المحليين. وإطلاق مشاريع خدمية صغيرة تتعلق بالتعليم والصحة والنقل وتوفير المياه الصالحة للشرب.

وتسعى تركيا من وراء تلك المشاريع إلى الحفاظ على وجودها في اليمن كطرف منافس على النفوذ في مناطقه. خصوصاً أنّ موقعه الجغرافي يحمل ميزة القرب من مناطق نفوذها الجديدة في الساحل الشرقي لأفريقيا.

وأشار التحليل إلى ما وصفها بمعركة السيطرة على محافظة شبوة، وهي المعركة التي خسرها حزب (الإصلاح). رغم المساعدات المالية التي كان تلقاها من تركيا وقطر أثناء تولي المقرّب منه محمد صالح بن عديو منصب المحافظ بهدف تثبيته في المحافظة النفطية والمطلة على خليج عدن. مضيفاً: لا يعتبر من باب المصادفة تحويل تركيا لاهتمامها من شبوة. التي أصبحت في غير متناولها بسبب قوّة نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي داخلها. إلى حضرموت التي ما يزال الإخوان يحافظون على مواقع لهم فيها، ويشاركون في إدارة شؤونها المحلية.

وما تزال مسألة النفوذ في حضرموت غير محسومة لأيّ طرف من الأطراف المتنافسة. وتجد تركيا في الصراع المفتوح على المحافظة إمكانية للمنافسة على النفوذ داخلها. ليس فقط لكونها محافظة نفطية، بل لأنّها مجاورة أيضاً لمحافظة مأرب الغنية بدورها بالنفط والغاز.

وسبق لتركيا أن طبقت هذا المنظور في إقليم كردستان العراق. فقد ظلتّ لأعوام طويلة تستفيد من خلافات حكومة الإقليم مع الحكومة الاتحادية العراقية، وتقوم بالحصول على كميات كبيرة من النفط المنتج في حقوله بأسعار منخفضة وتصدّره عبر ميناء جيهان. بينما ما تزال تبذل محاولات كثيفة لمدّ نفوذها في محافظة كركوك النفطية المتنازع عليها بين أكراد العراق والدولة العراقية.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى