هل تتوقف المساعدات الدولية للسوريين؟
استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، ضد مشروع قرار قدمته سويسرا والبرازيل يقترح تمديد عمل معبر (باب الهوى) من أجل إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود التركية السورية إلى سوريا، بينما امتنعت الصين عن التصويت”.
الفيتو الروسي أفشل محاولات مجلس الأمن في تمرير قرارين متناقضين لإعادة تفويض عبور مساعدات الأمم المتحدة من تركيا إلى شمال غربي سوريا. الذي تسيطر عليه المعارضة السورية المدعومة من تركيا، بسبب صراع بين روسيا ودول غربية في المجلس.
كانت البداية عندما استخدمت روسيا، حليفة الحكومة السورية، حق النقض (الفيتو) ضد استخدام معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا لعبور مساعدات الأمم المتحدة لمدة 9 أشهر، بعد أن أصبح المعبر شريان الحياة للمنطقة، وهو القرار الذي أيده (13) عضواً من (15) عضواً في المجلس.
ثم بعد ذلك استخدمت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وفرنسا الفيتو ضد قرار دعمته روسيا كان يقضي بتمديد استخدام المعبر نفسه لـ (6) أشهر فقط، وفشلت روسيا في حشد التأييد له داخل المجلس.
وتمر مئات الشاحنات عبر معبر باب الهوى من تركيا كل شهر، حاملة مساعدت إلى أكثر من (2.7) مليون مدني في شمال غربي سوريا يعتمدون على المساعدات في الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
وزادت أهمية المعبر وأصبح شريان الحياة للمنطقة منذ الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في شباط (فبراير) الماضي، وأدى لمقتل أكثر من (4500) شخص وتشريد 50 ألف أسرة.
وعلى الرغم من أنّ قرار مجلس الأمن يعني أنّ الأمم المتحدة يجب أن توقف على الفور إيصال المساعدات عبر باب الهوى، إلا أنّه يمكن إرسال المساعدات حتى 13 أغسطس عبر معبرين حدوديين إضافيين تم فتحهما بموافقة الحكومة السورية في أعقاب الزلزال.
وقالت الأمم المتحدة: إنّ وكالاتها قامت بتخزين مسبق للكثير من الإمدادات في شمال غربي سوريا، لضمان استمرار تلبية الاحتياجات الإنسانية في الوقت الحالي.
وهناك حوالي (4.5) ملايين شخص، ثلاثة أرباعهم تقريباً من الأطفال والنساء، محاصرون في شمال غربي سوريا، حيث المعقل الأخير للجماعات الجهادية والفصائل المتمردة المدعومة من تركيا، التي تقاتل الجيش السوري بعد (12) عاماً من الحرب في البلاد.
وسمح مجلس الأمن لأول مرة بإيصال مساعدات عبر الحدود إلى مناطق في سوريا خارج سيطرة الحكومة وبدون موافقتها في عام 2014.
لكن في عام 2020، استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) كأعضاء دائمين في المجلس لوقف عمليات التسليم عبر الأردن والعراق، وكذلك معبر باب السلامة مع تركيا.
وبررت الصين وروسيا موقفهما بأنّ العملية انتهكت سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وأنّ المساعدات يجب أن تعبر الخطوط الأمامية عبر الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة، وبسبب هذا الموقف كان معبر باب الهوى هو الخيار الوحيد أمام الأمم المتحدة للوصول إلى السكان في الشمال الغربي.
ومنذ 2020 يتم تجديد موافقة مجلس الأمن على استخدام المعبر كل (6) أشهر أو (12) شهراً، بعد سلسلة من التنازلات في اللحظة الأخيرة التي تفاوضت عليها روسيا والقوى الغربية، التي دعمت المعارضة السورية خلال الحرب.
وقد ردت ممثلة الولايات المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بأنّ استخدام روسيا حق النقض كان “لحظة حزينة للشعب السوري”، وأنّ روسيا تصرفت مثل “البلطجي في الملعب، وقالت إمّا أن تمروا من طريقي، وإمّا أن تسلكوا الطريق السريع”.
وأضافت: “لا يمكننا قبول هذه العرقلة، يجب أن نستمر في ذلك، الشعب السوري يعتمد علينا، وإنّ علينا جميعاً حث روسيا على العودة إلى طاولة الحوار بحسن نية”.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إنّه “يشعر بخيبة أمل” لأنّ أعضاء المجلس لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق، وحثهم على “مضاعفة جهودهم لدعم استمرار تقديم المساعدة عبر الحدود لملايين الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها”