نظام الإخوان يبتدع مسيرات الزحف الأخضر لضرب استقرار السودان


بعد أن أحس نظام الإخوان الإرهابي في السودان بأن حكمه أصبح على المحك واختفاءه من المشهد السياسي قريب، فقد خلق من جديد خطة لضرب استقرار البلاد ووقف عجلة الانتقال، وذلك بما يسمى بالزحف الأخضر، حسب ما ذكر مراقبون.

إن نشاط الزحف الأخضر والذي بدأ لأول مرة في العاصمة الخرطوم يوم 14 ديسمبر الماضي قد تنقل بين عدد من الولايات السودانية حيث خلف أحداث عنف وتوترات أمنية والتي كادت أن تتساير معها تلك المناطق في فوضى عارمة.

لقد عاد الإخوان مجددا للترويج للزحف الأخضر، وذلك بعد أن تضاءل نشاط الإخوان عبر مخططهم الفوضوي خلال الأشهر الماضية، تحت ذريعة رفض التطبيع مع إسرائيل، فيما تزعم كثير من الأوساط السودانية وبتدخل قطر في هذا المخطط التخريبي.

وحسب ما يعتقد خبراء فإن الزحف الأخضر قد خلقته جماعة الإخوان الإرهابية بتخطيط قطري من أجل التشويش على الحكومة الانتقالية وذلك بهدف تخفيف الضغط على فلول الحركة الإسلامية السياسية وعدم محاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها خلال ثلاثة عقود ماضية.

وكان نظام الإخوان المستبد قد بدأ مخطط مسيرات الزحف الأخضر في العاصمة الخرطوم يوم 14 ديسمبر الماضي وذلك بالتزامن مع النطق بالحكم في قضية الرئيس المعزول عمر البشير بتهم الفساد، إذ تجمعوا على مقربة من القصر الرئاسي مرددين شعاراتهم الزائفة.

غير أن إجهاض المخطط قد جرى بعد مرور 5 أيام، في الوقت الذي أغرقت فيه الطرقات في الخرطوم ومعظم أرجاء السودان في 19 من الشهر نفسه؛ وذلك إحياء للذكرى الأولى للثورة الشعبية التي أنهت حكم الإخوان الإرهابية وانطلقت شرارتها من مدينة عطبرة شمالي البلاد.

لتتوقف بعد ذلك مسيرات الزحف الأخضر في العاصمة الخرطوم بالرغم من تعهدات القائمين على أمرها وبينهم القياديان بحزب المؤتمر الشعبي عمار السجاد والناجي عبدالله بتنظيمها يوم السبت من كل أسبوع على منوال ما كانت تفعله حركة السترات الصفراء بفرنسا.

ووفق متابعين للشأن السوداني، فإن الإخوان ومن خلفهم قطر، قد نقلوا نشاطهم التخريبي إلى الولايات الإقليمية بعد أن ضاقت بهم طرقات العاصمة الخرطوم، إذ قاموا بإثارة العنف بمدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، بعد تنظيم مسيرة الزحف الأخضر يوم 12 يناير الماضي وتصدى لهم السكان المحليون، مخلفين عددا من الجرحى بأسلحتهم البيضاء. ونقل أيضا فلول الحركة الإسلامية السياسية، نشاطهم التخريبي إلى عاصمة ولاية النيل الأبيض ربك غير أن قد باءت بالفشل بسبب تصدي السكان لهم.

وكان قد نظم الإخوان في الأسبوع الماضي، مسيرة الزحف الأخضر في مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، حيث أرسلت قناة الجزيرة القطرية التي تدعم الإخوان فريقا خاصا للقيام بالتغطية، فتصدى لهم السكان كذلك لتفشل أيضا الفشل كسابقاتها من المحاولات.

لقد حاولت أيضا الجماعة الإرهابية استغلال لقاء رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي اليوغندية، لجعله غطاء لإعادة نشاط الزحف الأخضر إلى العاصمة الخرطوم مجددا لتحقيق أهدافها التخريبية.

كما قام فلول الإخوان بإطلاق دعوات مسمومة للخروج في مسيرات يوم السبت، وذلك بزعم التنديد بالتقارب مع إسرائيل، غير أن توافق أطراف السلطة الانتقالية بشأن لقاء عنتيبي قد أحبط رهان الحركة الإسلامية السياسية.

وحسب ما يقول المحلل السياسي، حسن فاروق فإن مسيرات الزحف الأخضر قد فشلت تماما خلال الأشهر الماضية بعد ردة الفعل السلبية من طرف الشارع، فهي ورقة سياسية خاسرة.

وفي حديثه للعين الإخبارية، فقد قال فاروق: الزحف الأخضر مجرد ظاهرة لخلق تشويش وإظهار الوجود ولكنها لن تحقق أي غرض لأن عدد المشاركين فيها يعدون على أصابع اليد، ويواجهون بسخط في الشارع السوداني.

وأضاف: غرض هذا الحراك كان مكشوفا من اللحظة الأولى وهو ضرب الاستقرار وتعطيل عمل الحكومة الانتقالية ووقف ملاحقة عناصر تنظيم الإخوان البائد وتجفيف ثروات التنظيم الإرهابي.

كما أكد أيضا من جانبه، الصحفي والمحلل السياسي، أحمد حمدان العريق على ضرورة تتعامل الحكومة الانتقالية والأجهزة الأمنية بصورة حاسمة مع مسيرات الزحف الأخضر، حيث يشكل تمددها في ولايات السودان المختلفة تهديدا حقيقيا.

وقال أيضا العريق للعين الإخبارية: خطورة تحركات الإخوان أنها تمددت إلى مناطق سودانية هشة وبها تعقيدات قبلية وجهوية كولاية غرب كردفان، مما يقود إلى فتنة كبيرة هناك. مضيفا: هذا نشاط غير مشروع يستوجب الحسم بالقانون، فحزب المؤتمر الوطني الذراع السياسية للإخوان تم حله وتفكيكه ولا ينبغي السماح له بإقامة أي نشاط حزبي.

هذا وقد دافع رئيس المجلس السيادي بالسودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يومه الأربعاء، عن لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، يوم الاثنين الماضي، حيث ذكر خلال لقاء مع عدد من الصحفيين السودانيين، بأن الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي سيكون له فوائد كبيرة للسودان، وبأنه قد تم بترتيب من الولايات المتحدة. 

وكما أوضح البرهان بأن اللقاء قد كان بدون أي مطالب أو شروط مسبقة، وبأنه سيسهم في اندماج السودان بالمجتمع الدولي، مؤكدا بأن هناك محادثات تحضيرية قد سبقت اللقاء بثلاثة أشهر جرت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية الأمريكي، وتابع القول: دعوتي لزيارة واشنطن واللقاء مع نتنياهو مرتبطان ببعضهما.

وأكد أيضا البرهان أن قوى الحرية والتغيير لا تعترض على الخطوة، ولكن اعترضت على عدم التشاور بشأنها قبل إتمام اللقاء، وأضاف أيضا بأنه جرى الاتفاق مع نتنياهو على عبور رحلات شركات الطيران الدولية القادمة من إسرائيل بالأجواء السودانية ‎باستثناء شركة العال التي تملكها إسرائيل.

Exit mobile version