سياسة

نداء تونسي: التنظيم السري للإخوان حقيقة لا ينبغي السكوت عنها


قالت فاطمة المسدي، النائبة بالبرلمان التونسي عن حزب نداء تونس، إن وجود التنظيم السري لحركة النهضة الإخوانية بالبلاد حقيقة لا ينبغي السكوت عنها، خصوصاً بعد تنامي العمليات الإرهابية ضد قوات الأمن الوطني في الفترة الأخيرة، معتبرة أن هناك علاقة وطيدة بين وجود الجهاز الإجرامي بالبلاد وتنامي الإرهاب والاغتيالات، وفق ما نقلت العين الإخبارية.

ودعت المسدي قضاء بلادها إلى تحمل مسؤوليته التاريخية، والكشف عن ملابسات الاغتيالات التي أودت بحياة السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013.

وتواجه حركة النهضة في الآونة الأخيرة ضغوطاً متزايدة، عقب تواتر دعوات لمحاسبتها قضائياً على خلفية تورطها في عدد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت البلاد منذ 2012، ففي 8 أكتوبر الماضي، أعلنت النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب (محكمة مختصة) في تونس، فتح تحقيق قضائي في معطيات تتعلق بتورط الإخوان بالبلاد، في اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عبر جهاز سري.

قضاء تونس لا يملك الاستقلالية الكافية، علاوة على أنه مخترق من قبل الحركة الإخوانية والجماعات الإرهابية.

وبنهاية الشهر ذاته، استهدف تفجير انتحاري نفذته فتاة، دورية أمنية بقلب العاصمة التونسية، ما أسفر عن إصابة 20 شخصاً، تفجير ربطه العديد من المراقبين والسياسيين بالضغوط المتزايدة حول إخوان تونس، والتي عادة ما تسفر عن وقوع هجمات إرهابية ترمي في معظم الأحيان، لتشتيت الانتباه وتعويم دعوات الكشف عن التنظيم السري، الذراع العسكرية للإخوان المكلفة بالاغتيالات وتصفية الخصوم.

وترى النائبة التونسية أن قضاء بلادها لا يملك الاستقلالية الكافية، علاوة على أنه مخترق من قبل الحركة الإخوانية والجماعات الإرهابية.

أما بخصوص العلاقة بين النهضة والإرهاب، فقد أكدت أن العلاقة بين الطرفين تاريخية، وقد تجسدت من خلال العديد من الاغتيالات التي هزت العالم العربي في السنوات الأخيرة، بينها اغتيال بلعيد والبراهمي، وشددت المسدي على أنها تمتلك كل الدلائل التي تثبت تورط النهضة في الأعمال الإجرامية، خصوصاً فيما يتعلق بالتنظيم السري للحركة.

كما كشفت البرلمانية التونسية أنها تتعرض للتهديد والضغوطات والتشويه من قبل قواعد الحركة الإخوانية في البلاد، مؤكدة أن لجنة التحقيق البرلمانية حول شبكات التجنيد المتورطة في تسفير الشباب التونسي إلى مناطق القتال، أثبتت أيضاً أن النهضة متورطة في تسفير الشباب إلى بؤر التوتر، خصوصاً إلى غربي ليبيا.

ورأت المسدي أن وزراء الإخوان لم يقدموا لتونس، منذ وصولهم إلى السلطة في 2012، سوى الأزمات الاقتصادية والاضطرابات الأمنية.

وقالت، حول منهج النهضة للاستحواذ على القرار في تونس، إن الحسابات السياسية الضيقة هي التي تصنع سياسة الحركة التي تعمل بمنهج الجماعة الذي لا ينسجم مع ثقافة التونسيين، مشيرة إلى التاريخ الدموي للجماعة في مصر والجزائر في تسعينيات القرن الماضي، وأضافت كان على الرئيس الباجي قايد السبسي ألا يتحالف معهم عام 2014، وكان من الضروري أن يعمل على كشف ملفاتهم بدل إدراجهم في المشهد السياسي.
كما اعتبرت السياسية التونسية في حديثها للعين الإخبارية، أن رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد يقدم لهم الغطاء السياسي مقابل دعمه في البرلمان، ودعم طموحاته السياسية لعام 2019، موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالبلاد.

وبشأن الحلول الكفيلة بالكشف عن الجهاز السري لحركة النهضة، قالت النائبة عن محافظة صفاقس جنوب، إنها استطاعت جمع 40 ألف توقيع مساندة من الشعب التونسي من أجل تحرك شعبي ضد الإخوان، مشددة على أن جميع التواقيع عفوية، وليس لها علاقة بالمواقف السياسية، وإنما لها علاقة بمخاوف الشعب التونسي من المصائب التي يخطط لها الإخوان ضد البلاد.

وتسير تونس باتجاه الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في 2019، وسط ضبابية المشهد السياسي العام، نتيجة التجاذبات الحادة بين القوى السياسية، خصوصاً بين حركتي نداء تونس والنهضة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى