سياسة

ناشط تونسي يطلق عريضة إلكترونية للمطالبة بالتدقيق في ثروة الغنوشي


قام مؤخراً ناشط تونسي بإطلاق عريضة إلكترونية تطالب بالتدقيق في ثروة زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي وتشكيل ﻟﺠﻨﺔ مستقلة للكشف عن مصدر أمواله الهائلة، وقد لاقت هذه العريضة رواجاً واسعا إذ وصل عدد الموقعين عليها نحو 5 آلاف بعد مرور 5 أيام فقط من إطلاقها تحت شعار حان وقت التغيير.

بينما تضمنت العريضة التدقيق القانوني في ثروة الغنوشي، وغيرها من الثروات المشبوهة، وذلك عن طريق تشكيل لجنة مستقلة تضم أكبر نقابة عمالية في البلاد (الاتحاد العام التونسي للشغل)، وأيضا نقابة أرباب العمل، ورابطة الدفاع عن حقوق الإنسان، والهيئة التونسية لمكافحة الفساد، والبنك المركزي وغيرها.

وقال من جهته الناشط التونسي المقيم بفرنسا، أنيس المنصوري بأن المبادرة مستقلة عن جميع الأحزاب والمنظمات وحتى النقابات، وأوضح بأنّها مبادرة للمواطنين التونسيين ممن يدفعهم الحس الوطني للقيام بهذه المبادرة ولهم غايات وأهداف وطنية بحتة.

 

أما فيما يتعلق بأسباب مبادرته، فقد قال المنصوري حسب ما أفادت العين الإخبارية بأنّ أبرزها الشهادات الحية لقيادات سابقة بحركة النهضة، والتي تقاطعت عند الحديث عن ثروة الغنوشي الطائلة، والفساد داخل الحركة، وثروات بناته وابنه وأصهاره والمقربين منه.

وأضاف: هناك أخطبوط تشكل لا يخلط فقط بين الدين والسياسة، وإنما بين الدين والمال والسياسة، وهذا ما أكدته تقارير إعلامية قدرت بدورها، نقلاً عن مصادر مختلفة، أنّ ثروة الغنوشي بمليار دولار، فيما تحدث آخرون عن 8 مليارات دولار أي ما يعادل تقريباً خُمس الموازنة العامة لتونس.

كما أشار إلى أنّ جميع التونسيين يعلمون أنّ الغنوشي حين عاد إلى تونس قبل 9 أعوام، لم يكن يملك كل هذا الثراء الفاحش، ولم يشتغل قط، إذ لا يعرف له أي نشاط اقتصادي أو تجاري، ولذلك، فمن المنطقي ومن المشروع أن نتساءل عن مصدر ثروته والمقربين منه.

وبخصوص تأخر ظهور مثل هذه المبادرات، فقد شرح المنصوري بأنّ الغنوشي أصبح يشبه الخط الأحمر المقدس الذي يجعله فوق النقد، ويحظر على أي شخص أو جهة توجيه أسئلة له، كما شدد على أنّ هدف العريضة بالأساس هو الخوف والرهبة والقدسية المزعومة التي يرسمها إخوان تونس لزعيمهم وتدعو إلى التعامل معه كأي مواطن تونسي ينبغي أن يكون تحت طائلة المساءلة القانونية في حال المخالفة، وهذا هو الشكل الذي تدعو العريضة لاتخاذه معه.

ووفق المتحدث نفسه فإنّ المبادرة بعيدة كل البعد عن السياسة والأيديولوجيا، حيث قال ندعو فقط إلى الشفافية المالية بالأوساط السياسية والحكومية؛ إذ من غير المعقول أن يدخل شخص إلى السياسة فيتحول بمجرد حصوله على مناصب حكومية أو حزبية إلى صاحب ثروة طائلة، في حين قالت بعض الصفحات التابعة للنهضة من خلال فيسبوك بأنّ ثروة الغنوشي جاءت من بيع كتبه، الأمر الذي أدى إلى سخرية عارمة على مواقع التواصل.

وفي نفس الشأن، قال من جانبه الناشط التونسي مراد النوري، وهو نجل القيادي السابق في حركة النهضة محمد النوري، في تدوينة له على فيسبوك بأن الغنوشي هو من يتولى الحصة التونسية من التنظيم العالمي للإخوان، وهو من يتصرف فيها.

وأشار النوري إلى أنّ أموال الغنوشي تأتي من مساهمات أرباح شركات التنظيم في مختلف أنحاء العالم، حيث يتم منحها له من أجل توزيعها على أبناء فرع الإخوان بتونس.

بينما أشارت مصادر مقربة من النهضة بأنّ الغنوشي يصرف تلك الأموال الطائلة على نفسه وعائلته والمقربين منه، في حين أن بقية إخوان البلاد لا يحصلون إلا على ما تبقى، ويستفيد أيضا الغنوشي من عدم خضوعه للمحاسبة بشأن طريقة توزيع أموال حصة التنظيم بتونس.

وقد وصف بدوره أمين سر حركة النهضة السابق، زبير الشهودي، عائلة الغنوشي في أيلول الماضي بالفئة الفاسدة والمفسدة حيث دعا الغنوشي إلى ضرورة الاستقالة والابتعاد عن العمل السياسي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى