تساءل موقع هيسبرس المغربي عن الموقف القطري بخصوص قطع العلاقات مع إيران،في ضل تقاطر البيانات التضامنية مع المغرب من دول الخليج العربي،في حين أشارت الدوحة إلى التضامن العميق والكامل مع ضرورة إعمال الحوار بين المغرب وإيران، لتجاوز المشكل القائم عبر الوسائل والطرق السلمية المتعارف عليها دوليا.
موقف اعتبرته العديد من وسائل الإعلام الخليجية انسحابا من الجبهة العربية، وارتماء في الأحضان الفارسية، منتقدة عدم الإشارة بشكل مباشر إلى الطرف الإيراني، والاكتفاء بتضامن خجول، لا يكشف التوجه القطري بوضوح، على حد تعبيرها.
وتتخبط مواقف قطر الخارجية في لعبة الصراعات الدبلوماسيةوجبر الخاطر، في محاولة لاستعادة التوازنات الإقليمية المفقودة، إثر سقوط العديد من الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط، اذ أصبحت، بحسب العديد من المراقبين،تجد صعوبة في تحديد جبهاتها، خصوصا بعد المقاطعة الذي فرضتها عليها دول الخليج.
وأوضح عبد الرحيم المنار أسليمي، رئيس مركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، أن قطر التي تدعو إلى الحوار في بيانها تبدو مساندة لإيران وحزب الله…لعل هناك تفسيرات كثيرة لهذا الموقف القطري، أولها العلاقة المتينة بين إيران وقطر، وخاصة روابط الأخيرة بالحرس الثوري الإيراني؛ ثم السبب الثاني، ويتمثل في وجود قطر ضمن محور ثلاثي يشمل إيران والجزائر، لم يتوقف عن التنسيق في كل القضايا التي تمس الشرق الأوسط وشمال وغرب أفريقيا.
وشدد أسليمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن العلاقة بين حزب الله وقطر ظلت قوية وتزايدت خلال الأزمة الخليجية،مشيرا إلى أن قطر لا ترد بالمثل، وهذه رسالة يجب أن يقرأها المغرب جيدا؛ ففي وقت اتخذ موقفا محايدا من الأزمة الخليجية، ودعم قطر بمساعدات غذائية في لحظة الأزمة، كانت هي تقوم بنقل زعيم البوليساريو إبراهيم غالي عبر خطوطها القطرية في وضع خاص يسهل انتقاله.
وأضاف أسليمي أن العلاقات المغربية القطرية تظل دائما هشة نتيجة السياسة القطرية غير الواضحة تجاه ملف الصحراء؛ فقطر تظل حليفا إستراتيجيا للجزائر، بينما يبقى الحلفاء التاريخيون والإستراتيجيون للمغرب هم المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، الدول التي تدعم باستمرار كل المواقف والقضايا المغربية، وهذا يرجع إلى روابط تاريخية وحضارية قوية معها.
وعن دعوة قطر إلى الحوار، قال أسليمي إن الخارجية القطرية مطالبة بالجواب عن سؤال: هل هناك من يتحاور مع دولة تُسَلِحُ وتُدَرِبُ على حفر الأنفاق للتسرب إلى التراب المغربي وتنفيذ أعمال إرهابية؟”؛ مضيفا أن قطر “كشفت موقفها من قضية مصيرية للمغاربة، بعد أن تَبَيَنَ أنها غير داعمة للمغرب في موقفه من المشروع التخريبي الذي يخطط له حزب الله، الذي يستهدف المملكة عبر دعم وتسليح وتدريب مليشيات البوليساريو.