سياسة

موريتانيا.. الإخوان يعترفون بنزاهة الانتخابات


اعترف زعيم المعارضة الموريتانية حمادي ولد سيد المختار، بنتائج اللجنة الوطنية للانتخابات الرئاسية، قائلا إنها “متطابقة” مع المعطيات التي جمعتها حملته، وأعلن حزبه التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”، دعم الرئيس محمد ولد الغزواني في ولايته القادمة.

وحل سيد المختار ثالثا في الانتخابات الرئاسية الموريتانية التي جرت السبت، وأسفرت عن فوز الرئيس المنتهية ولايته ولد الغزواني بولاية رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات، إثر حصده 56.12 بالمئة من الأصوات.

ودعا سيد المختار في مؤتمر صحفي ليل الثلاثاء الأربعاء، الغزواني إلى الإسراع في محاربة الفساد “والعمل على تجذير الديمقراطية ومعالجة الاختلالات الكبرى التي تعاني منها المنظومة الانتخابية، عبر إطلاق حوار وطني شامل”.

كما طالب كافة القوى السياسية والمدنية وجميع المواطنين إلى “تغليب المصلحة الوطنية الكبرى للبلد والحفاظ على استقراره ووحدته”.

وحصل مرشح حزب تواصل على نحو 13 بالمئة من الأصوات حسب النتايج التي أعلنتها لجنة الانتخابات.

في المقابل، دعا المرشح الذي حل ثانيا بيرام الداه اعبيد أنصاره إلى البقاء يقظين “للدفاع عن أصواتهم”، مجددا رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات. ووصفها أنها “مزورة وتم التحكم فيها”.

وأكد الداه اعبيد في مؤتمر صحفي ليل الثلاثاء الأربعاء. استعداده للحوار من أجل حل ما وصفها بـ”الأزمة السياسية” في البلاد.

وشهدت موريتانيا خلال اليومين الماضيين احتجاجات واسعة لأنصار المرشح الداه اعبيد. أسفرت عن وفاة 3 متظاهرين جرى توقيفهم على خلفية “احتجاجات وأعمال شغب” بمدينة كيهيديو جنوب البلاد.

والثلاثاء، انقطعت خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة في جميع أنحاء البلاد. تزامنا مع احتجاجات بمدن بينها نواكشوط، أعقبت إعلان نتائج انتخابات الرئاسة.

ومساء الأحد، أعلن الداه اعبيد رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات، التي تنافس فيها 7 مرشحين. وتحدث عن “تزوير” و”انقلاب انتخابي”.

وأعلنت لجنة الانتخابات في اليوم التالي، فوز الرئيس المنتهية بولاية رئاسية ثانية مدتها 5 سنوات. فيما حلّ الداه اعبيد في المرتبة الثانية بحصوله على 22.10 بالمئة. وزعيم المعارضة حل ثالثا بحصوله على 12.76 بالمئة.

وشارك في الانتخابات الرئاسية في موريتانيا 55 بالمئة من الناخبين، وهي ثامن انتخابات رئاسية في تاريخ موريتانيا. وفي بيانات سابقة أبدت أحزاب معارضة خشيتها من عدم قدرة اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بتركيبتها الحالية على تنظيم انتخابات نزيهة.

من جهتها، أعلنت البعثة الإفريقية لمراقبة الانتخابات الرئاسية الموريتانية، أن استحقاقات الـ29 يونيو/حزيران 2024 “جرت في مناخ اجتماعي وسياسي سلمي بشكل عام. ودون وقوع أحداث كبيرة لاحظتها البعثة في جميع أنحاء التراب الوطني”.

وأوضحت البعثة التي يرأسها رئيس بوروندي الأسبق دوميتيان نداييزي، في إعلان صادر عنها أن مراكز الاقتراع التي زارها أعضاؤها “فتحت أبوابها عند الساعة السابعة صباحا. وبشكل عام كان هناك إقبال أكبر في الصباح وفي المساء. وتمت تعبئة الشباب والنساء بطرق مختلفة في المناطق التي تمت تغطيتها”.

وأشارت البعثة المكونة من 27 مراقبا ينحدرون من 16 بلدا عضوا في الاتحاد الإفريقي. إلى أن ممثلي المترشحين “تمكنوا من أداء التفويض المخول لهم يوم التصويت في أغلب الحالات، وكان هناك في المتوسط ​​3 إلى 4 وكلاء. بما في ذلك وكلاء الرئيس المترشح ومنافسيه بيرام وتواصل. بالإضافة إلى أحد المترشحين الآخرين في بعض الأحيان”.

وأشادت البعثة التي تنتهي مهمتها الأربعاء بـ”نضج الشعب الموريتاني وطبقته السياسية. لأنهما وجدا الآليات اللازمة لتنظيم المجال السياسي بطريقة توافقية”.

وأوصت البعثة الحكومة الموريتانية بـ”مواصلة جهودها لبناء الثقة بين أطراف العملية الانتخابية”. مع “إعطاء الأولوية باستمرار للإصلاحات التوافقية والموحدة والشاملة”. و”تحسين الوصول إلى التمويل العام للمترشحين والأحزاب والائتلافات المتنافسة”.

كما حثت المترشحين على “ضبط النفس في جميع الظروف. واللجوء إلى الطرق القانونية في حالة حدوث نزاعات محتملة”. وكذلك “مواصلة تعزيز الحوار والبحث عن التوافق بهدف تعزيز السلام والأمن في البلاد”.

وكان حزب الإنصاف الحاكم فاز بأغلبية كبيرة في الانتخابات التشريعية التي جرت قبل نحو عام، وأثارت نتائجها احتجاجات من قبل عدد من الأحزاب التي طالبت بإلغائها وإعادة الاقتراع.

وشهدت موريتانيا انقلابات عديدة بين عامي 1978 و2008. وسجلت في 2019 أول انتقال للحكم بين رئيسين منتخبين منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى