سياسة

من ذوباب إلى راس عيسى.. المقاومة تكسب عسكريا وسياسيا


قبل أكثر من عام انطلقت عملية عسكرية واسعة من مديرية “ذوباب”  في محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، لتحرير كامل الساحل الغربي الخاضع لسيطرة مليشيا جماعة الحوثي.

 

بدتْ المهمة صعبة، بالنسبة إلى كثيرين، أما رجال الشرعية المدعومون من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فلم يكن أمامهم غير القتال؛ لانتزاع كل قطعة أرض تحت سيطرة المليشيا، كونهم يرون ذلك واجبا وطنيا وقوميا مقدسا، بغض النظر عن سهولته وصعوبته وأيضًا عن نتائجه.

 

استمرت قوات الشرعية في التقدم حتى وصلت مفرق مديرية المخا، قبل أن تستعيد السيطرة على المديرية وعلى مديرية موزع القريبة مع معسكر “خالد ابن الوليد” الاستراتيجي، في حين بقيت قناة “المسيرة” الحوثية تقاتل قرب معسكر العمري في ذوباب.
ومع تسليم “المسيرة” بخسارة معسكر العمري في ذوباب، وانتقالها إلى معسكر خالد ابن الوليد في موزع، كانت قوات المقاومة، بكل تشكيلاتها، قد وصلت إلى مديرية الخوخة الساحلية، أولى مديريات محافظة الحديدة، غربي اليمن، قبل أن تسيطر على مركزها وعلى معسكر “أبو موسى الأشعري”.

 

لقد تساقطت المديريات واحدة تلو أخرى، والمعسكرات واحدا تلو آخر بيد القوات الشرعية، ومعها سقطت القناة الحوثية وما ظلت تبثه من زيف انتصارات. سقطت بالنسبة إلى كثيرٍ ممن تعاملوا معها كمصدر، أما اليمنيون الواقفون في صف الشرعية فهي عندهم ساقطة من قبل ومن بعد.

 

مع تجاوز قوات المقاومة للخوخة، دعت المليشيا إلى النفير العام، وحرَّكت كل أدواتها في كل المحافظات، قبل أن تسوق أبناء القبائل إلى الموت وهم ينظرون.

 

هنا بدأ حديث جاد يدور عن استعادة مدينة الحديدة ومينائها، ومعه دارت معارك شرسة في الفازة والتحيتا، قبل أن تصل، وفي زمن قياسي، إلى مديرية الدريهمي الملاصقة للمدينة.

 

لا تنسوا أننا، قبل قليل، تحدثنا عن معارك العمري في ذوباب بتعز، والآن نتحدث عن معركة المطار في مدينة الحديدة، وعن قناة المسيرة التي أوفدت القيادي محمد البخيتي ليؤكد أن مطار المدينة مازال تحت سيطرة المليشيا.

 

لا يهم بيد من المطار، المهم هو أن التقدم استمر: إلى الشرق باتجاه مديرية الحالي، حيث الكيلو 10 والكيلو 16، وإلى الجنوب في عمق المدينة، أما الغرب فبحرٌ في مرمى بوارج التحالف. بقي الشمال منفذ وحيد للهرب باتجاه حجة والمحويت.

 

تدخل الخارج بعد أن وجدت مليشيا الحوثي نفسها محاصرة داخل المدينة، لتقبل المليشيا، أخيرًا، بالجلوس على طاولة المشاورات في ستوكهولم بالسويد، وتوافق، فيها، على تسليم المدينة، والميناء، وميناء الصليف، ورأس عيسى، لقوات حكومية غير موالية لها.
الذين لا يعرفون ماذا يعني تسليم المليشيا لميناء الحديدة، يعتقدون أنها كسبت في مشاورات السويد.. لا، فبعد 13 يوما من الآن لن يدخل خزينة المليشيا فلسا واحدا من عائدات الميناء التي تزيد على 50 مليار ريال سنويا.

 

أرأيتم أين كانت قوات المقاومة المدعومة من التحالف العربي، وأين وصلت؟. ما المكاسب التي حققتها المليشيا على المستوى العسكري والسياسي؟.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى