من أشعل حرب أوكرانيا؟
تحركات أمريكية أثارت العديد من التساؤلات، وفي مقدمتها ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد استغلت أوروبا للتخلص من روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، أشدّ خصوم أمريكا، بعد الصين.
من أشعل حرب أوكرانيا
وقدّم المفكر الأمريكي نعوم تشوميسكي في حوار مع صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، تحليلاً لكيفية تطور الحرب الروسية الأوكرانية. مسلطاً الضوء على عرقلة الولايات المتحدة محاولات إنهاء الحرب والتوصل إلى تفاهمات جدية. فقد قال: “أحد السيناريوهات هو أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. يمكن أن يتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع الكرملين. لكنّ واشنطن ستفشله فعلياً برفضها فكّ العقوبات.”
“لا تُقدّموا مخرجاً“
نقل تشوميسكي عن السفير الأمريكي السابق في المملكة العربية السعودية تشاس فريمان قوله: إنّ “موقف واشنطن الآن هو القتال حتى آخر أوكراني“. مضيفاً أنّ فريمان، الذي وصفه بالذكاء. “وصف بشيء من التفصيل الاستراتيجية الأمريكية، وعلى حدّ قوله. معركتها حتى آخر أوكراني ولكن ليس لديها تسوية تفاوضية. لا تُقدّموا مخرجاً. هذه هي سياسة الولايات المتحدة.”
واعتبر المفكر الأمريكي أنّ قرار بايدن في سبتمبر الماضي حول إطار الدفاع الاستراتيجي لأوكرانيا. والذي يعرض أسلحة متطورة وتدريبات مشتركة وتدريباً متزايداً لجيش كييف. قد يكون من بين الأسباب التي دفعت روسيا في النهاية إلى “اتخاذ القرار الإجرامي الخطير. بالذهاب إلى الغزو المباشر“
واتفق خبراء أنّ “التصعيد الشديد” كان أحد خيارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الفورية“. على حدّ قول “ذا ناشيونال”.
تسوية قبيحة
قدّم تشوميسكي وصفة للتعامل مع مخاوف روسيا من توسع حلف شمال الأطلسي “الناتو” من خلال إعطاء بوتين “المشهد الأمني الذي يسعى إليه“. لتجنب مسار “التصعيد الكئيب مع دولة لديها ترسانة نووية هائلة“. في إشارة إلى روسيا غير أنّ المفكر الأمريكي قال إنّ هذا النوع من التسوية سيكون “قبيحاً”.
وأوضح أنّه بموجب هذه التسوية “القبيحة“. “سوف يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية تقديم منفذ هروب للرئيس الروسي. وإذا لم يتوفر هذا المنفذ. فإنّ الخيار الوحيد- أمام الروس- هو استخدام كلّ قوتهم.”
وأكد على ضرورة أن تكون التسوية قائمة على “تحييد” أوكرانيا. على أن يتم التفاوض على وضع دونباس وشبه جزيرة القرم “لاحقاً“، مع وقف إطلاق النار وانسحاب القوات.
تدمير أوكرانيا وحرب نووية شاملة
حذّر المفكر الأمريكي من أنّ هناك نتيجتين فقط للصراع الذي استمر (7) أسابيع، قائلاً: “أحد الاحتمالات هو المضي قُدماً في تسهيل تدمير أوكرانيا، وربما شنّ حرب نووية“.
وأشار تشوميسكي إلى مانشيت إحدى الصحف الرئيسية في الولايات المتحدة، قائلاً: “عندما تقرأ عنواناً رئيسياً في إحدى الصحف الرئيسية في الولايات المتحدة يدعو إلى delenda est Russia (يجب أن نُدمّر روسيا). فإنّ ما يقوله هذا هو أنّني أريد أن أقتل الجميع في أوكرانيا. وأريد الانتقال إلى حرب نووية سوف تنهي حياة الإنسان على الأرض.”
وعبارة “Russia delenda est” هي صدى لصيغة “كاتو الأكبر“. التي أعلنت وجوب تدمير قرطاج لوقف أعداء روما. وقد نُشرت بالفعل في الأسابيع الأخيرة في صحف ومواقع أمريكية، على حدّ تعبير “ذا ناشيونال”.
أمّا الاحتمال الثاني، فهو “التخلي عن هذا الموقف، والتحرك في الاتجاه. الذي كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتجه نحوه في مناقشاته الفاشلة مع بوتين“، وفقاً لتشوميسكي.