مصادر سياسية وديلوماسية: أوروبا تعول على إمام أوغلو للإطاحة بأردوغان
نقلت صحيفة هاندلس بلات الألمانية عن مصادر سياسية ودبلوماسية أوروبية قولها إن أوروبا تعول بشكل كبير على عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وتبحث سبل دعمه، لهزيمة رجب طيب أردوغان والإطاحة به في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأضافت المصادر التي لم تكشف عن هويتها أنه من منظور أوروبي، فإن إمام أوغلو هو الأمل في تحسين علاقات تركيا مع القارة العجوز، وتعول دولها عليه كثيرا.
ومن المرتقب إجراء انتخابات رئاسية في تركيا بحلول 2023، لكن مراقبين يتوقعون إجراءها في وقت مبكر في ضوء الانشقاقات المتكررة عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، واحتمالية خسارته الأغلبية البرلمانية.
ووفق المصادر، فإن إمام أوغلو فتح بنفسه قنوات اتصال مع الساسة الأوروبيين بعد توليه منصبه، عبر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الذي يملك علاقات جيدة مع حزب عمدة إسطنبول (الشعب الديمقراطي)، وكلاهما من يسار وسط، مضيفة أن المسؤولين في العواصم الأوروبية يعرفون أن إمام أوغلو مرشح محتمل لرئاسة تركيا.
وأضافت: يتردد كثيرا في الدوائر الدبلوماسية الأوروبية الحديث عن البحث عن سبل لدعم عمدة إسطنبول لهزيمة أردوغان في الانتخابات المقبلة…إمام أوغلو الرئيس سيكون أكثر تصالحية وتقدمية وميلا لأوروبا.
ونجح إمام أوغلو بالفعل في تغيير موازين القوى السياسية في تركيا، بعد نجاحه في هزيمة حزب العدالة والتنمية الحاكم في إسطنبول مرتين، خلال انتخابات مارس الماضي قبل إعادتها في يونيو التالي له، بحسب هاندلس بلات.
وتابعت الصحيفة: كما أن السياسي الشاب يتمتع بشعبية كبيرة في إسطنبول، كبرى مدن تركيا، بعد تصديه لفساد نخبة المدينة السابقة، وتخطيطه لتوسيع شبكة المواصلات العامة، وتوزيعه غذاء يوميا على الأطفال في المدارس.
ويحظى إمام أوغلو بظهور وأهمية دوليين نادرا ما ينالهما سياسي محلي، فعلى سبيل المثال، التقى عمدة إسطنبول في نوفمبر الماضي، نائب المستشارة الألمانية ووزير المالية أولف شولتز، ووزير الخارجية هايكو ماس في برلين.
ووفق الصحيفة، فإن الأجواء المصاحبة لزيارة إمام أوغلو لبرلين كانت بناءة وودودة، على عكس الأجواء المتوترة التي تصاحب زيارات أردوغان للعاصمة الألمانية.
واختتمت مصادر الصحيفة الألمانية بالتأكيد على أن مكتب عمدة إسطنبول تلقى طلبات لقاء من سياسيين ألمان منحدرين من الحزب الديمقراطي المسيحي (حزب المستشارة أنجيلا ميركل) يمكن أن تحدث في إسطنبول أو أنقرة، لكنه لم يرد عليها حتى الآن.
وذكر نيلس شميدت، عضو البرلمان الألماني، للصحيفة ذاتها، أن إمام أوغلو سياسي ديمقراطي بشكل واضح، ويترك أثرا بناء في المستمعين له.
وكان شميدت قابل إمام أوغلو في إسطنبول، بعد وقت قصير من انتخاب الأخير عمدة للمدينة في يونيو/حزيران الماضي.
كانت نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة Piar لأبحاث الرأي والدراسات كشفت تفوق رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حال تنافسهما في انتخابات رئاسية.
وسبق أن توقعت استطلاعات الرأي في تركيا فوز أكرم إمام أوغلو على منافسه رئيس البرلمان السابق بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية بمدينة إسطنبول، وهو ما تحقق بالفعل حتى مع إعادة الانتخابات البلدية بعد طعون الحزب الحاكم.
ويقدم إمام أوغلو (49 عاما) نفسه للناخبين على أنه واحد منهم ويعلم مخاوفهم ومشاكلهم، وهذا يمنحه تأييدا شعبيا واسعا، وفق تقارير محلية.
وتعالت الأصوات في تركيا في الفترة الأخيرة لإجراء انتخابات مبكرة، على خلفية الأوضاع المضطربة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ فترة، وتداعياتها المختلفة المتمثلة في ارتفاع معدلات التضخم والبطالة والأسعار لأرقام غير مسبوقة.