مزاعم أردوغان في سوريا وتبريراته المرفوضة


تفيد الوقائع العسكرية من داخل المناطق التي تنتشر فيها القوات التركية في الشمال السوري، بأن أنقرة لن تنجح في تحقيق هدفها من عملياتها العسكرية بالسيطرة على أرياف إدلب وشمال حلب بحصارها ووصل مناطق سيطرة ميليشياتها في شمال حلب بغربها وبريف محافظة إدلب، إذ لا يزال ممكنا استعادة السيطرة على المناطق التي تنتشر فيها ميليشيات تركيا عبر القصف المكثف وبسرعة فائقة.

يحاول أردوغان التعامل مع كل جهة من شأنها عرقلة تنفيذ اتفاق إدلب بطريقة ما، مقابل ألا تشن روسيا وحلفاؤها هجوماً واسع النطاق على المحافظة، بهدف القضاء على التنظيمات المتطرفة المنتشرة بين المدنيين فيها، ويعني هذا أن احتمال وقوع صدام عسكري بين الفصائل الرافضة لاتفاق إدلب، وكل من تركيا والفصائل السورية التابعة لها سوف تتزايد في الفترة المقبلة.

تحولت مدينة إدلب إلى معقل للجماعات المتطرفة المدعومة تركياً وتنتشر ضمن مناطق خفض التصعيد، وقد شكلت تحركات الجيش العربي السوري خلال الأيام الماضية منعطفاً حاسماً في السيطرة على عشرات البلدات ومواقع تنتشر فيها قوات تركية أو ميليشيات تابعة لها، فكان بمحصلتها تدمير معدات وآليات، وقتل جنود أتراك وعناصر مسلحة موالية لأنقرة، مما أزعج أردوغان بتقدم الجيش السوري أمام حملته العسكرية التي عارضتها موسكو واعتبرتها أسوأ سيناريو ومن حق سوريا الرد عليه.

وكانت هيئة تحرير الشام جبهة النصرة، وبقية الفصائل الإرهابية المدعومة تركياً قد تعهدت بمواصلة القتال في المناطق التي استحوذت عليها بدعم من الجيش التركي، وتمتلك ترسانة أسلحة ثقيلة من دبابات ومدافع، وينتشر مقاتلوها على أجزاء ومواقع عدة بالقرب من معبر باب الهوى، وتُعدّ جبال حارم الحدودية من أهم معاقلهم ومناطق انتشارهم.

التدخل التركي العدواني أدى بمجمله إلى خلافات في البرلمان التركي ومعارضة شديدة بين أعضاء حزب الشعب الجمهوري وحزب العدالة والتنمية خلال جلسة مناقشة مقتل جنود أتراك في سوريا، وأدت إلى اندلاع اشتباكات بالأيدي بعدما وصف النائب المعارض أنجين اوزكوس أردوغان بالخائن وغير الأمين، وحيال ما جرى في البرلمان التركي بدت كل الحجج والذرائع الواهية التي يطلقها أردوغان جزافاً لتبرير عدوانه على سورية مرفوضة.

  على أردوغان أن يجمع مرتزقته ويرحل عن الأراضي السورية، باعتباره محتلاً ومعتدياً ويرفضه الشعب السوري وترفضه كل القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، فالقوات السورية وإلى جانبها القوى الوطنية وشعب سوريا بأسره، قادرون على دحره وطرد الغزاة والمحتلين مهما كانت مواقفهم وراياتهم.

والمتتبع لنجاحات الجيش العربي السوري، في مناطق شرق وجنوب محافظة إدلب، يخرج بنتيجة واحدة وحيدة، أن قرار تحرير المحافظة قد اتخذ، وأن سوريا لن تسمح بإعادة سيناريو لواء إسكندرون في مدينة إدلب، وأن على أردوغان أن يقرر منذ اليوم ما الذي سيفعله بعشرات الآلاف من المرتزقة الذين جلبهم من الصين والشيشان والقوقاز، ومن مختلف أنحاء العالم لزرع الدمار والخراب في سوريا، وهم الآن مجتمعون بالقرب من حدوده.

نقلا عن العين الإخبارية

Exit mobile version