مخاوف من انتشار أوبئة في السودان
في خضم تدهور الأوضاع الإنسانية بالبلد الذي أنهكته المعارك منذ منتصف أبريل الماضي، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً جديداً من زيادة مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة في السودان.
وقد كشف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري عن تفاصيل الوضع الصحي الراهن. قائلاً: إنّ “القطاع الصحي بالسودان يعاني بشدة تحت وطأة أزمة صحية غير مسبوقة”.
وأكد أنّه رغم ما يبديه الأطباء والعاملون الصحيون من بسالة وتفانٍ في التعامل مع العواقب الصحية للأزمة، فإنّ القتال المحتدم في السودان على مدى الشهرين الماضيين. أسفر عن خسائر بشرية بلغت (1081) وفاة، و(11714) إصابة”.
وأشار إلى أنّ القتال “أدى إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية للبلد، ومن بينها المرافق الصحية، التي توقف قرابة 60% منها عن العمل، أو نُهبت أو جرى تدميرها”.
ولفت المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية إلى وجود مخاوف جمّة من زيادة مخاطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه أو النواقل، وعلى رأسها الملاريا، أو فاشيات مثل الحصبة. متابعاً: “نخشى أيضاً انتقال هذه الأمراض أو غيرها إلى البلدان المجاورة، بسبب تجمع عدة عوامل مثل موسم الأمطار، ونزوح السكان، ومحدودية الحصول على مياه شرب آمنة.
وشدّد على أنّ الوضع يزداد سوءاً مؤخراً نتيجة تزايد الاعتداءات والهجمات على المرافق الصحية، والتي بلغت أكثر من (46) هجوماً. وتعرضت أصول بعض وكالات الأمم المتحدة للهجوم أو النهب أو التدمير.
المنظري أشار أيضاً إلى تضاؤل الإمدادات الطبية بشكل كبير، في حين اضطر العديد من العاملين الصحيين إلى الفرار لخارج السودان. مرجحاً أن يعاني أكثر (100) ألف طفل من سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات طبية، بحلول نهاية العام.
وحث جميع الأطراف (الجيش والدعم السريع) في السودان على وقف القتال، والانسحاب من المرافق الصحية والمستودعات التي تخزن فيها الأدوية. وحماية العاملين الصحيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع الولايات.
وسبق أن وصف رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر ألفونسو بيريز الوضع الإنساني في السودان بـ “المريع”. وسط مخاوف من تفشي الأمراض، لأنّ العديد من السكان ليس لديهم خيار سوى استخدام مياه الشرب غير الآمنة من نهر النيل أو من مصادر أخرى.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من (2.2) مليون شخص بسبب القتال، بما في ذلك فرار أكثر من (500) ألف إلى البلدان المجاورة. ويعاني من ظلّ في الخرطوم من انهيار الخدمات مثل الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات، وينهب اللصوص المنازل، ومعظمها في الأحياء الميسورة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أنّ نصف مستشفيات الخرطوم البالغ عددها (130) مستشفى لا تعمل، وجميع مستشفيات ولاية غرب دارفور خارج الخدمة.
وقد دعت الأمم المتحدة إلى توفير (3) مليارات دولار حتى نهاية العام، لمساعدة ملايين الأشخاص في السودان، ومئات الآلاف ممّن اضطروا للفرار إلى البلدان المجاورة.