محللون: عودة الإرهاب لعدن استراتيجية إرهابية تتبعها ميليشيات حزب الإصلاح


طبيعة الهجمات التي عرفتها مدينة عدن يوم الجمعة تكشف عن وجه استراتيجية إرهابية تتبعها ميليشيات حزب الإصلاح وذلك بعد أن بسط قوات الحزام الأمني سيطرتها على المدينة في إطار عملية واسعة من أجل استعادة الأمن، وفق ما ذكره محللون.

وقد تعرض يوم الجمعة، قائد قوات الحزام الأمني في العاصمة اليمنية المؤقتة، وضاح عمر عبد العزيز، إلى محاولة اغتيال فاشلة في مديرية الشيخ عثمان بعدن. وقد وقعت المحاولة الفاشلة خلال منع عدد من الخارجين عن القانون من محاولة قطع للطريق العام في المنطقة. واستهدفت أيضا عبوة ناسفة أخرى انفجرت في جولة الكرّاع في مديرية دار سعد، قوات الحزام الأمني وذلك أثناء تلك الحملة، في حين لم تخلف إي خسائر بشرية او مادية.

وقد جاءت هذه التطورات الأخيرة بعد أن شهدت جبهات ميليشيات الإصلاح، انهيارًا كبيرًا في عدن وعدد من المحافظات الجنوبية، وذلك على إثر نجاح قوات الحزام الأمني في الانتشار في هذه المحافظات لتأمين الشوارع وحركة المواطنين والمرافق والمؤسسات الخدمية في المدينة.

ويظهر بأن نشاط الجماعات الإرهابية قد عاد سريعا إلى عدن، وذلك في خطوة تأتي ضمن مخططات حزب الإصلاح الإخواني، الذي يهدف إلى زرع الفوضى وتقويض جهود التهدئة، والتي يرعاها التحالف العربي، حسب ما أفاد به محللين.

هجمات إرهابية 

ومن جهته، فقد قال الأكاديمي والباحث السياسي، حسين لقور، في حديث إلى موقع سكاي نيوز عربية بأن الهجمات الإرهابية في عدن لم تكن مفاجئة بل متوقعة في أي لحظة، لاسيما بعد الهزيمة التي منيت بها القوات الإخوانية القادمة من مآرب على مشارف عدن.

وأضاف أيضا بأن الخلايا الإرهابية باليمن تدار بعقل واحد ومن مركز واحد، كما أشار إلى ظهور أحد قادة القاعدة على قناة قطرية، المدعو عادل الحسني، إذ قام بتهديد قوات الحزام الأمني والقوات المسلحة الجنوبية باعتبارها أهدافا مشروعة لعمليات انتحارية.

وأضاف بأن اليأس الذي أصاب القوات الغازية أمس على مداخل عدن إثر الهزيمة التي منيت بها، سيدفعها إلى عمل أي شيء لكي تبقي الوضع غير مستقر في عدن، وبالتالي تحاول خلق الفوضى وضرب النسيج الاجتماعي.

وذكر بأن الأمر قد يصل بالإخوان إلى تنفيذ عمليات تفجير كبيرة بسيارات مفخخة في أماكن مكتظة لخلق حالة من الإرباك وتضرب الأمن والاستقرار بهدف ضرب موقف المجلس الانتقالي.

وتابع لقور القول بأنه يجب على الحزام الأمني والقوات الأمنية تركيز الجهود لمحارب بؤر الإرهابية في عدن وعدم التهاون في هذا الأمر، خاصة بعد إخلاء المعسكرات الرئاسية التي كانت تؤوي هذه العناصر.

مظلة الجماعات الإرهابية

الأحداث الأخيرة تشير إلى سعي الإصلاح إلى الاستعانة بالخطاب المتطرف والعناصر الإرهابية في إطار حرب مفتوحة بعد فشله في السيطرة على عدن.

وقد ذكر الكاتب والباحث السياسي اليمني، عبد الستار الشميري، في حديث على سكاي نيوز عربية بأن تنظيم الإخوان ممثلا في حزب الإصلاح حاول تجييش الشارع باسم الدين عبر عدد من أئمة المساجد حيث عملوا على تأجيج الفتنة وإعلان الحرب.

وأوضح بأن الإخوان قد حاولوا استغلال المشاعر الدينية لدى المتعصبين والمتطرفين، وهذا ما يشير إلى أنها ستنتهج حرب المجموعات والعمليات الانتحارية والتموضع في أماكن فراغ أمني الذي تستطيع من خلاله المبادئة والمناوشة. كما اعتبر الشميري بأن هناك إعلان حرب حقيقي من جانب التنظيم المتعاون مع التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة وداعش، فهي المظلة الأولى لها.

ويرى أيضا الشيمري بأن الأمر لن يكون هينا وسيحتاج الأمر المزيد من اليقظة والاستعداد لمواجهة حرب جديدة تشنها هذه الميليشيات ، وذكر بأن ما حدث في عدن ليس سوى البداية.

Exit mobile version