سياسة

ما هو دور حزب الإصلاح الإخواني في المؤامرة ضد مأرب اليمنية؟


خلال السنوات الماضية، ورغم الدعوات الأممية لخفض الأعمال العدائية، تحولت جبهة مأرب شرقي اليمن إلى واحدة من أهم المعارك المصيرية، نظرا لحجم المؤامرة التي تحاك لإسقاطها وإشعال تصعيد عسكري غير مسبوق.

التحالف الرباعي المكون من إيران وقطر وتركيا وتنظيم الإخوان، رمى بكل أوراقه من أجل إسقاط محافظة مأرب النفطية، وتقديمها كهدية مجانية لمليشيا الحوثي الانقلابية التي تواصل الانتحار اليومي على أسوارها في صرواح ومدغل.

ونقلت العين الإخبارية عن مصادر سياسية وعسكرية تأكيدها أن هذا التحالف بدأ بتنفيذ خطة مشتركة من كافة الجوانب، تسعى إلى كسر الحكومة الشرعية في أهم معاقلها شرقي اليمن، نكاية في التحالف العربي، وترتكز الخطة في جانبها السياسي، على إبرام اتفاقات غير معلنة بين الحوثيين وتنظيم الإخوان، تقضي بانسحاب عناصر حزب الإصلاح الإخواني دون قتال من أبرز الجبهات العسكرية في صرواح وجبل هيلان، ما يسهل الاجتياح الحوثي.

ووفق تقارير صحفية، تشتمل الخطة كذلك على دعم مالي وإعلامي كبير من قبل قطر لمعركة مأرب، وتجلى ذلك بالإمكانيات الكبيرة التي ظهرت بها المليشيا الحوثية مؤخرا في شراء الولاءات القبلية المحسوبة على الإخوان، بالإضافة إلى التشويش الذي تمارسه فضائية الجزيرة على الجيش الوطني، وذلك بترويج انتصارات حوثية زائفة في عمق محافظة مأرب.

وعن إيران، تقول المصادر ذاتها إن دعم طهران كان ملحوظا هو الآخر من خلال ظهور صواريخ حرارية نوعية من طراز كورنيت الحرارية، لدى المليشيا الحوثية، والتي لم تستخدم منذ سنوات المعركة الأولى، ومن المتوقع أنها وصلت مؤخرا من طهران عبر البحر إلى ميناء الحديدة، الخاضع لسيطرة الانقلابيين.

والجانب البشري تكلفت به المليشيا الحوثية، وحسب المصادر، فقد دفع الانقلابيون بأكثر من 6 آلاف مقاتل إلى تخوم مأرب، جرى تدريبهم وإعدادهم منذ عدة أشهر وتزويدهم بمختلف أنواع الأسلحة.

وكشفت الحكومة اليمنية المخطط الذي تتزعمه قطر، وقالت على لسان وزير الإعلام فيها، معمر الإرياني: إن معركة الجوف ومأرب ليست مجرد معركة هامشية تتعلق بالشرعية أو طرف سياسي، ولا معركة السعودية كما يصورها البعض، بل معركة مصيرية في مسار الصراع مع المخطط الإيراني التوسعي في المنطقة، كما اتهم قطر بالتماهي مع المشروع الإيراني ببلاده وأداته الحوثية التي ارتمت بدورها في أحضان الدوحة للحصول على الدعم والغطاء السياسي والإعلامي، ودعاها إلى مراجعة سياساتها والنأي بنفسها عن مستنقع الدم اليمني الذي يولغ فيه ملالي إيران، فالتاريخ لن يرحم أحدا.

المكائد التي يتزعمها محور قطر إيران ساهمت في صحوة القبائل اليمنية بمحافظتي مأرب والجوف وذمار وريمة، والتي تداعت خلال الأيام الماضية في مهرجانات قبلية للدفاع عن مأرب، وإسناد الجيش الوطني بعد الخيانات الإخوانية المفضوحة.

وقال مصدر عسكري إن القوات المشتركة من الجيش والمقاومة، حققت انتصارات نوعية في مديرية صرواح، بعد عملية عسكرية خاطفة، بإسناد التحالف العربي، والتي أسفرت عن تحرير مواقع استراتيجية في سلسلة جبال هيلان وأخرى في ميمنة صرواح، فيما تمت السيطرة النارية على السوق الرئيسي لمركز المديرية، وهي مواقع تتمركز فيها المليشيا الحوثية منذ بدء الحرب، وكانت تشكل منصة لهجماتهم الإرهابية على مدينة مأرب، وفق ما أوردت العين الإخبارية.

وأكد المصدر أن تحرير غالبية جبال هيلان، خفف الحصار الحوثي على مأرب، ومكّن القوات المشتركة من السيطرة النارية على خطوط إمداد الانقلابيين بين صنعاء ومأرب، من اتجاهي “فرضة نهم” وصرواح.

وساندت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن المعركة على الأرض وشنت أكثر من 20 غارة على تعزيزات للمليشيا الحوثية في تخوم صرواح ومديرية خب والشعف، بمحافظة الجوف، والتي يخوض الجيش والمقاومة معارك عنيفة فيها من أجل استعادة المواقع التي تمت خسارتها جراء المؤامرات الإخوانية، وفقا للمصدر.

وقوبلت الانتصارات التي حققها الجيش والمقاومة، بمباركة شعبية واسعة من مختلف الأطياف، وكتب العميد طارق صالح، قائد المقاومة الوطنية ونجل شقيق الرئيس اليمني السابق، على تويتر، إن هيلان عادت للجمهورية، في إشارة إلى دحر الانقلابيين منها.

وعلى المستوى الرسمي، بارك رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، ما وصفها بـ الملاحم البطولية التي يسطرها الجيش الوطني بإسناد من المقاومة الشعبية ورجال القبائل وتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، في عدد من الجبهات خاصة في صرواح ونهم والجوف.

وأشاد رئيس الحكومة بالروح المعنوية العالية لصد تصعيد مليشيا الحوثي الانقلابية والتي تقابل في كل مرة التحركات الأممية والدولية من أجل السلام بتكثيف استهداف المدنيين والأراضي السعودية، خدمة لأجندات داعميها في طهران.

محافظ مأرب، سلطان العرادة، قال هو الآخر: إن مأرب التي كسرت شوكة مليشيا الحوثي الانقلابية وهي في عنفوان قوتها قبل سنوات، تتكفل اليوم ومعها شرفاء اليمن، وبدعم التحالف العربي، بأن تدفن هذه المليشيات ومخططاتها.


تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى