ما لا يُعلَن عن محادثات حماس وإسرائيل: كواليس وتحركات سياسية

بين التفاؤل الحذر والحسابات المعقدة، تتحرك المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، وسط اختلافات لا تزال تعوق التوافق الكامل.
وأمس الإثنين، انطلقت في مدينة شرم الشيخ المصرية، مباحثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، لتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوضع حد للحرب المتواصلة منذ عامين في قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة على تفاصيل المحادثات: “سارت المفاوضات حتى ما بعد منتصف الليل بإيجابية”.
ورغم هذه الأجواء، تحدثت المصادر عن “الكثير من العمل الذي يتعين القيام به”.
وأضافت “من السابق لأوانه الحديث عن اختراق فالخلافات في المواقف لا زالت قائمة ولكن المفاوضات تجري بإيجابية”.
سير المفاوضات اليوم وغدا
وأشارت إلى أن المحادثات ستتواصل اليوم الثلاثاء.
ومن المقرر أن ينضم رئيس الوفد الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر للمحادثات يوم غد الأربعاء.
كما يُرتقب أن ينضم المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إلى المحادثات يوم غد أيضا.
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “هآرتس” إن “جميع الأطراف تُظهر جدية في المشاركة وتبدي استعدادا مبدئيا للمضي قدما في الاتفاق”.
وأوضح المسؤول أن “المحادثات تهدف إلى تحديد إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع للتنفيذ خلال أيام”.
نقطة الخلاف
وصرح مصدر إسرائيلي آخر للصحيفة نفسها، بأن نقطة الخلاف الرئيسية التي لا تزال قائمة، هي اختيار المعتقلين الأمنيين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، ومطالبة إسرائيل بحق النقض (الفيتو) على القائمة.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد أكد أن بلاده لن تطلق سراح أعضاء من قوة النخبة التابعة لحماس، والذين شاركوا في الهجمات على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم مطالب الحركة.
وسبق أن أفادت مصادر فلسطينية مطلعة بأن حركة “حماس” تطالب بإطلاق سراح عدد من المعتقلين البارزين، وهم: مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبد الله البرغوثي وحسن سلامة وإبراهيم حامد وعباس السيد.
وقد تضمنت خطة ترامب إطلاق سراح 250 من الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد وهو ما ينطبق على الأسرى المذكورة أسماؤهم أعلاه.
وسبق لإسرائيل أن أطلقت سراح أسرى محكومين بالسجن المؤبد ولكن تم إبعاد غالبيتهم.
كما أشارت المصادر ذاتها إلى أن “حماس” تصر على أن تتضمن قائمة الـ 1700 من قطاع غزة أسرى نشطاء من الحركة تم اعتقالهم من غزة خلال الحرب بداعي أنهم من “النخبة” التابعة لها.
وتسمي إسرائيل هؤلاء الأسرى “مقاتلين غير شرعيين” وتعتقلهم في ظروف مقيدة جدا في سجن كتسيعوت الصحراوي في النقب.
و”الخط الأصفر”
في سياق متصل، أشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن حماس لديها اعتراضات على خطوط الانسحاب الأولية للجيش الإسرائيلي، كما هي موضحة في خريطة وافق عليها البيت الأبيض.
ويدور الحديث عن الخط الأول للانسحاب وهو “الخط الأصفر”.
وقالت “هآرتس”: “تهدف هذه الخطوط إلى منح حماس حرية حركة نسبية في غزة لتحديد أماكن الرهائن الأحياء وجمعهم، بالإضافة إلى رفاتهم التي ستُعاد إلى إسرائيل”.
ولكن فعليا فإن إسرائيل غير متواجدة في الجزء الأكبر من المنطقة المصنفة كخط أصفر.
فإسرائيل تحتل بيت لاهيا، وأجزاء من مدينة غزة، ولكنها لا توجد في المنطقة الوسطى والتي تشمل البريج، دير البلح والنصيرات والمغازي. كما أنه وجودها في خانيونس بجنوب القطاع ليس كاملا.
وتنص خطة ترامب على الانسحاب تدريجيا من قطاع غزة.
وفي حين إن الانسحاب إلى المنطقة الصفراء مرتبط بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين فإن الانسحابات التالية مرتبطة بانتشار قوات عربية ودولية وإسلامية في قطاع غزة.
ولا يوجد جدول زمني محدد لهذا الانسحاب حيث تطالب حركة “حماس” بجدول زمني محدد وأن لا تكون إسرائيل هي من يقرر بشأن تنفيذ الانسحاب من عدمه.
وتخشى “حماس” أن تكرر إسرائيل في قطاع غزة ما تفعله حاليا في لبنان.
فرغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ نحو عام إلا أن الجيش الإسرائيلي ما زال موجودا في 5 مواقع في جنوب لبنان وينفذ هجمات يومية هناك بشكل خاص وجميع لبنان بشكل عام.