ما حقيقة تبعية قطر لتركيا؟
تغريدة نشرها موقع إخباري مقرب من حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا إذ تتضمن: إنّ تبعية قطر لتركيا خطوة حكيمة من الرئيس أردوغان؛ فالعرب يتبعون الإمبراطورية العثمانية الكبيرة.
وحسب ما أفاد به موقع البوابة، فقد جاء في التغريدة بأنّ تركيا ساعدت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة ليكون حاكماً لقطر، وقالت: ساعدنا تميم ليكون حاكماً لقطر بدلاً من شقيقه الأكبر جاسم لأنه عروبي وكان سيشكل خطراً على نفوذنا.
إن هذه التغريدات عن حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان، وغيرها من تصريحات تركية تظهر من حين لأخر تفتح باب التساؤلات بخصوص حقيقة التحالف القطري التركي، وأطماع تركيا في المنطقة العربية وحنينها لاستعادة أمجاد الدولة العثمانية وأيضا تحقيق حلم الخلافة.
لقد أصبح يهمين على سياسات أردوغان، حلم إحياء وإعادة الإمبراطورية العثمانية المزعومة والتي ظهرت بشكل واضح في خطاباته وسياساته العدائية إزاء دول المنطقة والجوار، والتي كشفت عن رغبة لشغل مكانة السلطان الجديد والخليفة المزعوم، وهذا ما يفسر تدخله في شؤون سوريا والعراق وليبيا واليمن، ويحاول شق الصف العربي بتحالفاته مع قطر، خاصة بعد المقاطعة العربية للدوحة منذ يونيو2017 لدعمها التطرف.
ويشار إلى أن أردوغان قام بزيادة لقطر يوم الخميس الماضي وذلك ليوم واحد إذ التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والذي قال في تغريدة له بهذا الخصوص: بمناسبة زيارة الأخ الرئيس أردوغان نشير بارتياح إلى عمق علاقات الشعبين القطري والتركي، ونستذكر الجوار الجغرافي والإرث الحضاري المشترك بين العرب وتركيا، والذي أسس لتعاون بنّاء في تنمية منطقتنا واستقرارها، وإسهام متكامل في تقدم الإنسانية جمعاء.
وحسب صحيفة أحوال تركية، قال من جهته المحلل التركي البارز المقيم في أنقرة، بوراك بكديل: تبدو ذاكرة القطريين ضعيفة، إذ يتصرفون وكأنهم نسوا الاستعمار العثماني الذي انتهى في 1915، وهم الآن موالون لتركيا، مشيرا إلى أنّ القرابة الأيديولوجية بين البلدين المسلمين السنيين، والتي تقوم على الدعم السياسي لحماس والإخوان المسلمين، أسفرت عن روابط تهدد المصالح الغربية.
وتابع أيضا المحلل السياسي بكديل بأنّ قلة من القطريين الذين قاتلوا المستعمرين العثمانيين لنيل استقلالهم في 1915 وإنهاء الحكم التركي الذي استمر 44 عاماً في المنطقة كانوا يتصورون أنّ أحفادهم سيصبحون أقرب حلفاء تركيا الاستراتيجيين.
وكانت تركيا قد وقعت مع قطر في 2014 اتفاقية أمنية استراتيجية حيث منحت أنقرة قاعدة العديد العسكرية في الإمارة الخليجية، وأرسلت تركيا حوالي 3 آلاف جندي إلى قاعدتها القطرية البرية، فضلا عن الوحدات الجوية والبحرية والمدربين العسكريين وقوات العمليات الخاصة، كما أن اللقاء الأخير بين أردوغان وأمير تميم خرج باتفاقيات لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، والتعاون في مجالي الطاقة والدفاع.
فيما وصف من جانبهم مراقبون العلاقة بين قطر وتركيا بأكبر من تحالف استراتيجي، إذ يجمعهما مخطط واحد والمتمثل في دعم جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة في كثير من الدول كتنظيم إرهابي، بالإضافة إلى دعم الجماعات المتشددة، والتي تسعى إلى انتهاج مخططات تخريبية تهدد استقرار المنطقة.