في 2 يناير 2024، اغتيل نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مكتبا للحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت، العاروري كان قياديا بارزا في حماس ومسؤولا عن علاقاتها مع إيران وحزب الله، واعتبرت حماس وحزب الله وإيران الاغتيال “اعتداء خطيرا” وتوعدت بالرد، لتعلن إسرائيل حالة التأهب الأمني واستعدت لمواجهة أي تصعيد محتمل، فما أبرز سيناريوهات التصعيد؟
السيناريو الأول: التهدئة والتفاوض
يرى مراقبون أن هذا السيناريو يتضمن أن تنجح الجهود الدبلوماسية والوساطات الإقليمية والدولية في إحلال الهدوء ووقف التصعيد بين الطرفين، والدخول في مفاوضات غير مباشرة لتبادل الأسرى والجثث، وتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وتثبيت قواعد الاشتباك على الحدود اللبنانية والسورية.
هذا السيناريو ممكن، لكنه ضعيف، لأنه يتطلب تنازلات من كِلا الطرفين، وتغليب المصلحة الوطنية على الانتقام والتصفية الحسابية.
كما أنه يتوقف على موقف الدول الكبرى، ودورها في الضغط على الأطراف المتصارعة للجلوس إلى طاولة الحوار، ولكن في ظل حالة الغضب الحالية والتحديات الأمنية والاقتصادية التي يعاني منها الطرفان، فاحتمال التهدئة هو الأضعف.
السيناريو الثاني: الحرب المحدودة
من جانبه، يقول د. أحمد فؤاد الخبير في الشأن الإسرائيلي، السيناريو الثاني يتضمن أن تتصاعد الاشتباكات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل على الحدود اللبنانية والسورية، وأن تشن حماس هجمات صاروخية على المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، وأن ترد إسرائيل بقصف مواقع للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والسورية، دون أن تتجاوز حدود الرد المتناسب والمحسوب.
وتابع فؤاد هذا السيناريو محتمل، وهو الأكثر ترجيحًا، لأنه يتناسب مع المصالح والقدرات والتوازنات الحالية للأطراف المتورطة، مضيفًا أن حزب الله يريد الثأر للعاروري، ولكنه لا يريد الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل، التي قد تهدد استقراره ونفوذه في لبنان وسوريا، وتعرضه للعزلة والضغوط الدولية.
وأضاف الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن تل أبيب تريد القضاء على قدرات حماس وحزب الله، ولكنها لا تريد الانجرار إلى حرب طويلة ومكلفة، التي قد تنال من مكانتها ومصداقيتها وأمنها، وتفتح الباب لتدخلات إيرانية وروسية وتركية.
وحماس تريد الثأر للعاروري، ولكنها لا تريد خسارة قطاع غزة وتسعى للتهدئة مع إسرائيل بعد الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع.
السيناريو الثالث: الحرب الشاملة
يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن هذا السيناريو يتضمن أن تتحول الاشتباكات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب شاملة تشمل كل الجبهات والميادين، وأن تشارك إيران وسوريا والميليشيات الموالية لهما في الحرب ضد إسرائيل، وأن تتدخل الولايات المتحدة في دعم إسرائيل، وأن تنشب حرب إقليمية واسعة النطاق تهز الشرق الأوسط، إلا أنه أضاف أن هذا السيناريو ممكن، لكنه ضعيف، لأنه يتطلب تصعيدا كبيرا ومفاجئا.
يُذكر أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي،وصف عملية الاغتيال بالـ “جريمة إسرائيلية جديدة تهدف لإدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب”.
في حين أوعز وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب بتقديم احتجاجين شديدي اللهجة للأمم المتحدة حول العدوان الإسرائيلي الخطير على الضاحية ومحاولة استدراج لبنان إلى تصعيد شامل.