لوقف الحرب.. حميدتي وحمدوك يتفقان على بلورة خارطة طريق
توافقت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية “تقدم” مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” على بلورة خارطة طريق لوقف الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، قبل اجتماع مرتقب هذا الأسبوع بين حميدتي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وبعد تأجيل لقاء كان مزمعا بينهما في جيبوتي يوم 28 ديسمبر/ كانون.
والتقى حميدتي الاثنين مع سياسيين مدنيين مؤيدين للديمقراطية في أديس أبابا، وهي المحطة الأخيرة له في جولة خارجية تضمنت أوغندا وجيبوتي في الوقت الذي بدا فيه أن قائد قوات الدعم السريع يقدم نفسه كزعيم محتمل لبلد يعاني الآن من أكبر أزمة نزوح في العالم في ظل شح المساعدات لملايين المحتاجين وسط خطر المجاعة.
وقالت رشا عوض عضو اللجنة الإعلامية لتنسيقية “تقدم” عقب الجلسة الأولى من اجتماع الطرفين في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا الاثنين إن هناك توافقا تاما على وضع الأسس اللازمة لحل الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب التي أدت لمقتل نحو 12 ألف شخص وتشريد أكثر من 7 ملايين عبر 25 في المئة منهم الحدود إلى بلدان مجاورة.
وأشارت عوض إلى أن اجتماعات الطرفين ستتواصل الثلاثاء لوضع اللمسات النهائية حول المسائل المتفق عليها؛ مؤكدة تواصل التنسيقية مع قادة الجيش لعقد اجتماع مماثل.
وخلال الأيام الماضية استقبل قادة أوغندا يوري موسيفيني وإثيوبيا آبي أحمد وجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، حميدتي في انتظار أن يجتمع مع البرهان في جيبوتي، في لقاء قد يمهد لاتفاق بدمج الجيش والدعم السريع وإمكانية حل الأزمة إذا قدم الطرفان تنازلات دون شروط مسبقة.
وتسعى جيبوتي بتفويض من منظمة “إيغاد” (الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا)، لعقد لقاء على أراضيها بين الطرفين لوضع حد للحرب في السودان.
وطرحت التنسيقية التي يرأسها رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك رؤية من أربعة محاور لحل الأزمة المستفحلة في البلاد؛ تبدأ بوقف لإطلاق النار وفتح مسارات آمنة للسكان ومعالجة الأزمة الإنسانية والدخول في عملية سياسية تشمل الإصلاح الأمني والعسكري وقضايا العدالة الانتقالية وإعادة البناء المؤسسي لأجهزة الدولة.
وأعلنت التنسيقية دعمها لمنبر جدة التفاوضي ومبادرة الاتحاد الأفريقي التي طرحها في الخامس والعشرين من يونيو/حزيران والتي تتبنى خطة تدمج بين رؤية منبر جدة ومقترحات الهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد” والتي تنص على إجراءات تؤدي لوقف الحرب وإطلاق عملية سياسية تفضي لانتقال السلطة من المؤسسة العسكرية للمدنيين.
وتستند خطة الحل على ستة نقاط أساسية تشمل، وقف إطلاق النار الدائم وتحويل الخرطوم إلى عاصمة منزوعة السلاح، وإخراج قوات طرفي القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن الخرطوم، ونشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الإستراتيجية في العاصمة. ومعالجة الأوضاع الإنسانية السيئة الناجمة عن الحرب. إضافة إلى إشراك قوات الشرطة والأمن في عملية تأمين المرافق العامة والبدء في عملية سياسية لتسوية الأزمة بشكل نهائي.
وقال بيان صادر عن التنسيقية إن لقاءها بحميدتي يأتي بعد استجابته للخطابات .التي أرسلتها له ولقائد القوات المسلحة عبدالفتاح البرهان .والتي دعتهما فيها للقاءات عاجلة تبحث قضايا حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية وسبل وقف الحرب عبر المسار السلمي التفاوضي. مشيرة إلى أن التواصل ما زال مستمراً مع قيادة القوات المسلحة لتحديد المكان والزمان للقاء مع قائدها.
وتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) تضم أحزابا ومنظمات مدنية تكونت. بعد اندلاع الحرب لتوحيد المدنيين لوقف الحرب.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي. حربا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد عن 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وفي خطاب وجهه حميدتي للسودانيين بمناسبة الذكرى الثامنة والستون لاستقلال السودان .ونشره على حسابه في منصة إكس الاثنين. أكد أن قواته لا تسعى للوصول إلى السلطة بالقوة .ولا تنوي أن تكون بديلا عن الجيش. وقال إن قوات الدعم السريع تسعى إلى التغيير وضمان احترام إرادة الشعب السوداني .وليس الوصول للسلطة بالقوة”.
وأضاف إن هدفه الوحيد يتمثل في “إقامة سودان ديمقراطي ينعم بالسلام وسط حكم مدني. وتكوين جيش مهني لا يتدخل في السياسة ويخضع للرقابة”. كما اعتبر أن قوات الدعم السريع أجبرت على خوض هذه الحرب. جراء التزامها بالعملية السياسية التي كانت ستقود لحكم مدني. مضيفا أن السودان يعيش أسوأ أزمة في تاريخه مع دخول الحرب.