لماذا حاول الإخوان طمس بعض كتابات القرضاوي؟
تشهد الأعمال الكاملة للراحل يوسف القرضاوي اعترافات هامة تكشف حقيقة الإخوان ومواقفهم من الإرهاب والدم، قالها في بعض كتبه في ساعة صفاء دون حسابات حزبية.
ولذلك تعمل مجموعات تابعة لجماعة الإخوان على حذف وإخفاء ما قاله القرضاوي في بعض كتبه، وخاصة أنّ مذكرات القرضاوي يصعب جداً الحصول عليها، ولم تُطبع مرة أخرى منذ فترات طويلة نظراً لما فيها من أمور لا يحب الإخوان أن يطلع عليها أحد.
إباحة القتل
اعترف القرضاوي أنّه وشباب الإخوان فرحوا جداً باغتيال محمود فهمي النقراشي، ووصف القاتل بأنّه: (إمام للشباب يستحق التحية والسلام). ووصف المقتول بأنّه: (كلب مات مسموماً)، والقرضاوي حتى وفاته لم يعتذر عن هذا، بل كتب هذا في مذكراته عام 2008، أُذيع نبأ اغتيال رئيس الوزراء ووزير الداخلية والحاكم العسكري العام محمود فهمي باشا النقراشي في قلب عرينه وزارة الداخلية، أُطلقت عليه رصاصات أودت بحياته.
الجماعة هي الإسلام
وفي كتابه “الإخوان المسلمون سبعون عاماً في الدعوة” جعل -القرضاوي – الإخوان هم الإسلام، فيرى أنّ من يعادون الإخوان يعادون الإسلام، ويكرهون الإسلام.
وقال بالنص: “هناك من يُعادون الإخوان؛ لأنّهم يعادون الإسلام: رسالته وحضارته وأمته، ويتوجسون خيفة من انبعاثه وصحوته، ونرى هذا يتجسد في القوى الصهيونية، والصليبية والشيوعية”. إلى أن يقول: ومثل هؤلاء مَن يعادي الإخوان -ممّن ينسب إلى أبنائه- لأنّه يعادي الإسلام ويكره الإسلام، وإنْ تسمّى بأسماء أهله، فهو لا يحب للإسلام أن يسود، ولا لأمته أن تقود، ولا لدولته أن تعود، ولا ذنب للإخوان لدى هؤلاء إلا أنّهم يدعون إلى الإسلام ويجاهدون في سبيله”.
صحابة جدد
كما كان يرى القرضاوي أنّ الأمة في حاجة إلى صحابة جدد يقومون مقام صحابة الرسول الأوّلين، والصحابة الجدد هم الإخوان.
حيث قال: كان الناس في حاجة إلى دعوة تجدد العقول بالمعرفة الواعية، وتجدد القلوب بالإيمان الدافق، فعلماء الأزهر مشغولون بقضايا داخلية، والطرق الصوفية مشغولة بأذكارها وأورادها عن التصدي للإصلاح، وهي نفسها في حاجة إلى إصلاح، فكانت الأمة في حاجة إلى دعوة جديدة، وفي كتابه (الإخوان المسلمون سبعون عاماً) اعترف القرضاوي بأنّ جماعة الإخوان مارست القتل والاغتيالات والتفجيرات، لكنّه برّأ حسن البنا من ذلك، وعزا أعمال العنف لملابسات خاصة بالإطار الزمني، وأنّ عنف الإخوان توقف بعد عام 1954، مضيفًا أن ما يُعاب على كثير من الإخوان أنّهم إذا أحبوا شخصاً رفعوه إلى السماء السابعة، وإذا كرهوه هبطوا به إلى الأرض السفلى.
القرضاوي وارث مؤلفات ورسائل
يُذكر أن القرضاوي رحل تاركًا وراءه أكثر من 170 مؤلفًا ورسالةً ومئات الفتاوى لم تستفد أمة الإسلام بحرف منها، لا في التقدم علميًا ولا طبيًا ولا اقتصاديًا. كما لم تساهم كل خطبه، على مدى أكثر من 70 عامًا في فتح مدرسة نموذجية واحدة. أو مختبر علمي يتيم، فهو كغيره اكتفى بالدوران في الساحة والحلقة نفسها وتكرار الحديث عن موضوعات قُتلت بحثًا على مدى أكثر من ألف عام.
ويقول الباحث المتخصص في شؤون الحركات الأصولية أحمد بان: إن القرضاوي، فقيه أمسك تنظيم الإخوان بآرائه وفتاواه. فشوّهوا أدواته الفقهية، مضيفاً أن ماكينة الإعلام الإخوانية ساهمت في صناعة مجد القرضاوي وصعوده، والمتابع لمسيرة القرضاوي يندهش للتبدل في مواقفه على نحو ينطوي على قدر كبير من التناقض، وأوضح أن التنظيم كان لديه إنفاق كبير حول العالم على الدعاية والإعلام، وكانت لديه أدوات كثيرة للترويج لأي رمز، وعندما يكون هناك اتجاه للترويج لرمز معيّن يتم ذلك، وأسهم ذلك في دعم القرضاوي بشكل كبير.