سياسة

لافروف في تونس.. التفاصيل


يبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التونسي نبيل عمار سبل تعزيز التعاون بين البلدين، خلال الزيارة التي يؤديها اليوم الأربعاء إلى تونس قادما من مراكش المغربية، حيث شارك في منتدى التعاون العربي الروسي في دورته السادسة.

وتشهد العلاقات بين موسكو وتونس تطورا لافتا، فيما تسعى موسكو إلى تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية عبر الدخول في شراكات اقتصادية في مختلف القطاعات بهدف كسر عزلتها الدولية وإيجاد منافذ لأزمتها الاقتصادية الناجمة عن العقوبات المفروضة عليها بسبب حربها ضد أوكرانيا. 

وأفادت وزارة الخارجية التونسية اليوم الأربعاء بأن “زيارة لافروف إلى تونس تأتي في اطار تكثيف المشاورات السياسية بين البلدين وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات وتطوير نسق المبادلات التجارية البينية واستكشاف إمكانات جديدة للشراكة المثمرة”، وفق وكالة تونس أفريقا للأنباء الرسمية.

وأشارت إلى أن “العلاقات بين البلدين تتميز بعراقتها حيث سارع الاتحاد السوفييتي سابقا بالاعتراف باستقلال تونس وتمت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بتاريخ 11 أغسطس/آب 1956″، لافتة إلى أن التعاون يشمل عديد القطاعات من بينها التجارة والسياحة والنقل والجمارك بالإضافة إلى الثقافة والرياضة.

وارتفعت الواردات التونسية من روسيا خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2023 بنحو 64 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2022، فيما شكلت الحبوب والأسمدة والنفط الخام والغاز الطبيعي أهم واردات البلد الواقع في شمال أفريقيا.

وركزت الزيارة التي أداها وزير الخارجية التونسي إلى موسكو في سبتمبر/أيلول الماضي على إمدادات الحبوب وكشف عمار خلال مؤتمر صحفي عقده مع لافروف أنه تم إيصال الدفعة الأولى إلى تونس، مؤكدا أن “كل مجالات التعاون مع روسيا مفتوحة”، قائلا “نحن نتعاون في جميع المجالات ولا توجد استثناءات أو عوائق أمامنا للمضي قدما”.

وتستهلك تونس سنويا 3.4 مليون طن من الحبوب موزعة بين 1.2 مليون طن لكل من القمح الصلب واللّين ومليون طن شعير، وفق بيانات ديوان الحبوب الحكومي، فيما تعتبر روسيا المصدر الأول لواردات تونس من هذه المادة الأساسية.

ويشهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورقة الحبوب لتعزيز نفوذ بلاده في أفريقيا وأكد في وقت سابق أن “بلاده تعمل على إعداد اتفاقيات لإنشاء مناطق تجارة حرة مع 4 دول في شمال القارة الأفريقية من بينها المغرب وتونس والجزائر”.

وتشهد العلاقات التونسية الروسية زخما في الوقت الذي تمرّ فيه العلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي بمرحلة من البرود نتيجة تأخر التكتل في تفعيل كافة بنود مذكرة التفاهم بشأن كبح تدفق المهاجرين غير الشرعيين، بهدف المساعدة في إنعاش الاقتصاد التونسي ودعم موازنة الدولة.

وكانت روما التي قادت جهودا لإبرام اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي وتونس، حذرت التكتّل من ترك البلد الواقع في شمال أفريقيا في أيدي روسيا والصين في حال عدم تقديم الدعم المالي للسلطات التونسية.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى