كيف يستغل الحوثيون فك الحصار عن تعز لمصلحتهم؟
يتواصل التعنت الحوثي في المفاوضات التي تجمعه مع وفد الحكومة اليمنية في العاصمة الأردنية عمّان.
حيث يتبادل الطرفان مقترحاتهم بشأن فتح الطرق في تعز المحاصرة منذ سبعة سنوات وبقية المحافظات وفقا لاتفاق أممي سابق.
التعنت الحوثي
وترفض ميليشيا الحوثي فتح الطرق الرئيسية التي أغلقتها منذ العام 2015 والمؤدية إلى محافظة تعز وقد صرّح رئيس وفد الحكومة الشرعية عبد الكريم شيبان لوسائل الإعلام بعدم وجود اتفاق نهائي مع الميليشيا حتى هذه اللحظة.
كما أوضح أن المشاورات ستستمر. وأن الحكومة الشرعية تعمل للخروج باتفاق ينهي الحصار عن أهالي سكان تعز ويرضيهم.
وكان قد أصدر شيبان بيانا، يوم الجمعة، أكد فيه تقديم الوفد الحكومي رؤيته للطرقات والخطوط المراد فتحها. مشيرا إلى رفض الوفد الحوثي “بعد يومين من النقاشات الشاقة في الصباح والمساء ومحاولة إقناعهم بكافة الوسائل المنطقية والموضوعية”. مشيرا إلى تقديم الحوثيين مقترحا يتمثل في “ممر جبلي حميري قديم كان معدّا لمرور الحمير والجمال”. يبعد عن المدينة 30 كيلومترا وغير صالح لمرور السيارات.
المماطلة وعدم الاستجابة
واتهم رئيس الوفد الحكومي، الحوثيين بالتعنت والمماطلة وعدم الاستجابة لرفع المعاناة عن 5 ملايين إنسان من أبناء محافظة تعز. رغم أنهم قد حصلوا على كل ما يريدون من فتح مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة لدخول المشتقات النفطية وفرض عشرات المليارات كرسوم ضريبية على هذه المشتقات واعتماد جوازات السفر غير الشرعية. والذي كان يفترض تنفيذ مثل هذه الطلبات متزامنا مع فك الحصار وفتح الطرقات عن تعز وهو مستمر منذ 8 سنوات” بحسب ما جاء في البيان.
ولوح شيبان بوقف الحوار المباشر مع الحوثيين في حال “لم يستجيبوا لفتح الطرقات والخطوط الرسمية المعروفة التي تربط تعز ببقية المحافظات”.
في الوقت ذاته يبذل المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ وفريقه الجهود المضنية من أجل إنجاح المفاوضات وتقريب وجهات النظر.
وهو ما يخشاه البعض بحسب مراقبون، إذ أنه من المتوقع أن يتعنت الحوثيين في البداية ويرفضون فتح الطرقات، ويقدمون مقترحات بديلة لا تفي بالغرض كما ذُكر أعلاه. وبعد ذلك يتدخل المبعوث الأممي ويعطي مقترحات جديدة لفتح طرق غير التي وردت باقتراحات الحوثيين والشرعية، وبالتالي سيقبل الحوثيون بالمقترحات. وبعدها تعلن الأمم المتحدة عن تمكنها من جمع النقيضين والتوصل إلى اتفاق بشأن فك الحصار، وستطالب بتمديد الهدنة التي تنتهي بـ 2 يونيو.
وبطبيعة الأحوال ستقبل الشرعية بتمديد الهدنة، بينما الحوثيون سيستغلون ذلك من أجل تحقيق المرواغات السياسية والتملص من الهدنة كعادتهم. فهي التي شنت هجوما بريا واسعا على محافظة تعز قبل بدء المفاوضات بأيام في محاولة لتحقيق مكسب سياسي قبل بدء المفاوضات.
هزيمة جديدة
وتؤكد تصرفات الحوثي أنها لا تعتبر مسألة فك الحصار عن محافظة تعز مسألة إنسانية. إنما قضية عسكرية وسياسية تمثل حجر الزاوية في مستقبلهم باليمن.
كما أفادت مصادر مقربة من الحوثيين بأنهم يخشون فك الحصار عن مدينة تعز لأن ذلك سيؤدي إلى سقوطهم عسكريا. وإلحاق هزيمة جديدة بهم. لذلك يبحثون عن ضمانات دولية تبقي السيطرة لهم، وتجعلهم يفرضون الأتاوات ويغلقون الطرقات ويفتحونها متى شاؤوا.
وأعلن مراقبون أنه طالما بقي سيطرة الحوثيين قائمة على ستة مديريات في محافظة تعز، فإن المحافظة ستبقى محاصرة ولو تم التوصل لاتفاق بفك الحصار عنها والسماح بمرور المدنيين. إذ أن الميليشيا الإرهابية ستعمل على توظيف الاتفاق لصالحها وتعتمد على المحافظة كورقة ضغط لتحصيل المزيد من المكاسب السياسية مستقبلا على حساب اليمنيين ومعاناتهم.