رياضةسياسة

كورونا يجتاح مجتمعات العمالة الوافدة في قطر


العمال الوافدون في قطر، البالغ عددهم نحو مليونين، معرضون للخطر بسبب فيروس كورونا، المنتشر في البلاد، التي لديها الآن أكثر من 2000 حالة مؤكدة، في ظلّ محدودية فرص الحصول على الرعاية الصحية.

وسجّلت في 11 مارس الماضي، إصابة 238 عاملاً وافداً بفيروس كورونا في مجمع سكني واحد في المنطقة الصناعية خارج الدوحة بقطر، ومنذ ذلك الحين، تم تحديد العشرات من الحالات الأخرى التي يبدو أنّها مرتبطة بالحالات الأولى.

السلطات القطرية تتخذ عدة إجراءات لحماية مواطنيها، إلا أنّها لا تقدم أي أرقام عن نسبة المصابين من العمال الوافدين، الذين يخشون من التقدم للإبلاغ عن أعراضهم؛ لأن إصابتهم بالمرض الذي اجتاح العالم يمكن أن تتسبب في ترحيلهم إلى أوطانهم، مما يضطرهم للعمل وهم مصابون بالفيروس، وفق ما أوردت مجلة فورن بوليسي الأمريكية.

ويستمر العمال المهاجرين في العمل في الملاعب ومشاريع البنية التحتية التي تقدر قيمتها بنحو 200 مليار دولار، في الوقت الذي أغلقت فيه قطر الآن جميع الأماكن العامة، دون أن تلتفت السلطات القطرية لعمال المونديال، برغم أنّ فيروس كورونا انطلق من مجتمعاتهم غير الصحية هناك.

ونقلت المجلة عن أحد العمال قوله: كيف يمكن للعمال الحفاظ على التباعد الاجتماعي عندما يضطرون للذهاب إلى المصانع ومواقع البناء حيث يعمل أكثر من 200 شخص معاً ويتقاسمون نفس الحافلة.

منذ بدء أشغال بناء كأس العالم قبل ستة أعوام، فقد 34 مهاجراً حياتهم، وتعزو السلطات القطرية موت هؤلاء إلى أسباب صحية تتعلق بالقلب والأوعية الدموية أو الوفاة الطبيعية، لكن دراسة نشرت العام الماضي في مجلة أمراض القلب بحثت في العلاقة بين التعرض للحرارة والوفيات في مشاريع مونديال 2022. وجد علماء المناخ وأطباء القلب علاقة قوية بين الإجهاد الحراري والوفاة، مما يؤكد نظرية أنّ العمل المستمر وعدم مراعاة حقوق العمال وعم توفير وسائل راحة لهم في قطر هي أهم مسببات الوفاة بين العمال الوافدين في مشاريع مونديال الدوحة، وفق فوريس بوليسي.

وتشير المجلة إلى أنّ قطر تتمتع بتاريخ طويل من إساءة معاملة العمال المهاجرين واستغلالهم، والذي حظي بإدانة دولية واسعة النطاق في الأعوام الأخيرة، والذي بلغ في بعض الأحيان عملاً بالسخرة والاتجار بالبشر.

يذكر أنّ في دولة قطر ما يقارب مليوني عامل مهاجر من نيبال وبنغلاديش والهند، الآلاف منهم يعملون في مشاريع النبية التحتية لمونديال 2022.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى