كلّه بحسابه
هناك مكانان إذا مررت بجانبهما تصيبني (أرتكاريا) ونفاضّة، وأتجاوزهما بسيارتي مسرعاً من دون أن ألتفت إليهما، وأردد بيني وبين نفسي: اللهم حوالينا ولا علينا – وأقصد بهما طبعاً السجن والمستشفى – أبعدنا الله عنهما، وسوف أقصر حديثي اليوم بما يتعلق بالمستشفيات، وللمعلومية فلديّ بعض الأصدقاء من الأطباء الذين أتشرف بهم، ولكنني أتعامل معهم بحذر بالغ، وأتنفس الصعداء إذا فارقوني وأكسر وراءهم (قلّة)، وسوف أورد لكم بعضاً من العجائب التي حصلت في بعض المستشفيات:
التقطت كاميرات المراقبة في أحد المستشفيات مشهداً مروعاً لطبيب روسي أثناء قيامه بالاعتداء بالضرب على مريض قلب بقسم العناية المركزة، مما أدى لوفاته، بحسب مصادر صحافية، ويظهر الطبيب (أندري غوتياكوف) في مقطع الفيديو وهو يحاور المريض ثم ينهال عليه بلكمتين الأولى على وجهه والأخرى على صدره، بينما عجز المريض الذي كان مربوط اليدين عن الرد.
وبرر إقدامه على هذا العمل الهمجي الذي لا يمت للإنسانية بأي صلة: بأنه كان مرهقاً من جراء 24 ساعة عملاً متواصلاً، غير أن المريض وجه إليه بعض الإهانات لم يستطع تحملها ففقد أعصابه.
وأنني أعتبر ذلك الرجل (وحشاً) وليس طبيباً.
أما الطبيب العبقري بحق وحقيقة، فهو طبيب تجميل أميركي، الذي بادر بابتكار لاصقة أطلق عليها اسم: (اللاصقة المعجزة)، وهي التي يتم تدبيسها في اللسان بواسطة ست غرز تجميلية، وهو ما يعوق مضغ الأطعمة براحة ويضطر من يرغب في فقدان وزنه الزائد إلى اللجوء إلى نظام غذائي يعتمد على المشروبات فقط لا غير، ويفقد صاحبها ما يزيد على 13 كيلوغراماً شهرياً، غير أنها تسبب آثاراً جانبية ينتج عنها صعوبة الكلام وصعوبة النوم، وتتضخم خلايا اللسان، وقد تندمج اللاصقة بين تلك الخلايا ويصعب إزالتها.
وبدأ عقلي التعبان يتخيل ويتذكّر ويتساءل: كم يا ترى صاحب كرش ولسان غليظ (زفر)، يستحق فعلاً لهذا التدبيس؟!
أما الطبيبة التي دخلت مزاجي حقاً فهي أيضاً طبيبة تجميل أميركية، تدعى (ويندل بوت) وهي تصور نفسها دائماً وهي ترقص (الجيرك) على أنغام الموسيقى أثناء إجرائها لعمليات التجميل لزبوناتها.
وحسب ما ذكرته صحيفة (ديلي ميل) البريطانية فقد ظهرت (ويندل) في عشرات المقاطع وهي ترقص بمرح أثناء إجراء العمليات الجراحية لمرضاها، لافتة إلى استمتاعها في أحد المقاطع بأغنية الراب الشهيرة (أنا على وشك قطعه) قبل فتحها بطن أو صدر أو مؤخرة أي زبونة.
وعلى فكرة فلديّ عنوان المستشفى لمن أرادت إجراء عمليّة – وكلّه بحسابه.