قطر تتحفظ على بيان الإجماع العربي وترفض إدانة العدوان التركي على سوريا
قامت قطر بالتحفظ على بيان الاجتماع الوزاري لجامعة الدولي العربية الذي أدان العدوان التركي على الأراضي السورية، لتؤكد بذلك دعمها للعملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في الشمال السوري والتي أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وتشريد 200 ألف مدني حتى الآن.
في حين لم يقتصر الأمر على الموقف العربي الحازم، فقد صدرت أيضا قرارات فعلية وإدانات من دول العالم، حيث كان آخرها حظر ألمانيا تصدير أسلحة لتركيا يمكن استخدامها في سوريا، غير أن هذا لم يدفع قطر لاتخاذ موقف سليم، ولو بدافع الحفاظ على ماء الوجه أمام العالم.
ومن جهته، فقد قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، بأن قطر (بالإضافة إلى الصومال) تحفظت على مشروع القرار العربي حول تدخل تركيا في سوريا. وقد تضمن البيان الختامي لجامعة الدول العربية، مجموعة من القرارات المهمة التي تدعم وحدة وسيادة سوريا، وترفض العدوان التركي.
وقد تضمن البيان الختامي عدة قرارات منها:
– إدانة العدوان التركي على الأراضي السورية لأنه يعتبر خرقا واضحا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا.
– المطالبة بوقف العدوان وانسحاب تركيا الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي السورية.
– النظر في اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة العدوان التركي، بما في ذلك خفض العلاقات الدبلوماسية، ووقف التعاون العسكري، ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا.
– مطالبة مجلس الأمن الدولي باتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف العدوان التركي والانسحاب من الأراضي السورية بشكل فوري.
– الرفض القاطع لأي محاولة تركية بهدف فرض تغييرات ديموغرافية في سوريا عن طريق استخدام القوة في إطار ما يسمى بالمنطقة العازلة، وذلك باعتبار أن ذلك يمثل خرقا للقانون الدولي.
– تجديد التأكيد على وحدة واستقلال سوريا والتشديد على أهمية البدء الفوري في المفاوضات السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، لاسيما في إطار اللجنة الدستورية التي أعلن عن إنشائها مؤخرا، من أجل تطبيق العناصر الواردة في قرار مجلس الأمن رقم 2254 والتوصل لتسوية سياسية للأزمة السورية وإنهاء معاناة أبناء الشعب السوري.
– تحميل تركيا المسؤولية كاملة عن أي تداعيات لعدوانها على تفشي الإرهاب أو عودة التنظيمات الإرهابية، بما فيها تنظيم داعش الإرهابي، لممارسة نشاطها في المنطقة.
ولا يعتبر التحفظ القطري الموقف الأول أو الوحيد الذي يعكس انتماءات قطر البعيدة عن محيطها العربي، حيث فضلت الدوحة كعادتها التغريد خارج السرب العربي، والوقوف إلى جانب نظام يسعى لتنفيذ أجندة توسعية خبيثة في المنطقة، وذلك على لسان وزير دفاعها.
ومن جهته، فقد أعلن وزير الدفاع القطر، خالد بن محمد العطية عن دعم الدوحة للعملية العسكرية التي بدأتها أنقرة شمالي سوريا يوم الأربعاء، وذلك خلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، حسب ما أفادت به وكالة الأناضول التركية للأنباء يومه الخميس.
وحسب ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية قنا يوم الخميس، فإن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تم خلاله استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة آخر التطورات الإقليمية والدولية، لا سيما مستجدات الأحداث في سوريا.
بالإضافة إلى المواقف الدولية المنددة بالخطوة التركية، لم يراع الموقف القطري كذلك موقف الكثير من المنظمات الحقوقية الدولية والتي أكدت بدوها بأن ما تقوم به تركيا انتهاك للقانون الدولي، وتعد عنيف على سيادة الدول.