في ذروة القصف.. شرطة حماس تنتشر في شوارع غزة
ظهرت عناصر الشرطة التي تديرها حركة حماس بشكل لافت في معظم مناطق غزة رغم المعارك الضارية التي تندلع بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في عدة محاور جنوب وشمال القطاع، فيما تسعى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية إلى رفع المعنويات وإظهار أن قوات الدولة العبرية عجزت عن فرض سيطرتها على القطاع.
وأفاد شهود عيان بأن المئات من عناصر الشرطة الفلسطينية تواجدوا في طرقات منطقة الفالوجا بجباليا والبلدة بشكل عام، إضافة إلى مدن غزة ودير البلح وخان يونس ورفح.
وذكر الشهود أن الشرطة انتشرت تحسبا لأي حالة انفلات أمني قد تحدث جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، فيما أكد آخرون أن عناصر الشرطة لم يغادروا مدن القطاع ولكن انتشارهم هذه المرة كان لافتا.
ويأتي ذلك بعد يوم من رفع إسرائيل أحد أعلام شرطتها على مبنى بمدينة خانيونس قبل أن ينزله عناصر كتائب القسام عزالدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس ويدوسونه بأقدامهم بعد اشتباكات ضارية وقعت مع قوات الجيش الإسرائيلي بالمدينة.
وانتشار عناصر شرطة الحكومة التي تديرها حركة حماس في غزة يأتي رغم الهجمات المكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على جميع مدن ومناطق القطاع، وفق الشهود.
وذكرت مصادر محلية، أن الشرطة انتشرت في مواقع كانت مسرحا لمعارك ضارية وقعت خلال اليومين الماضيين بين المقاومة وقوات الجيش الإسرائيلي ومنها منطقة الفالوجا في بلدة جباليا وهي قريبة من مخيم جباليا الذي يواصل الجيش حصاره.
ويحمل عناصر الشرطة هراوات وبعض الأسلحة الخفيفة مثل المسدسات والبندقيات. وقال عضو لجنة الطوارئ في بلدة جباليا، مصعب عبدالنبي إن “عناصر الأمن لم يغادروا مدن وطرقات وبلدات القطاع منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على القطاع”.
وأضاف “الشرطة تعمل على ضبط الأمن ومنع حدوث أي سرقات أو جرائم في ظل تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على القطاع”.
وأكد أن تواجد الشرطة يشعر الناس بالاطمئنان فهي تقوم بمنع أي جرائم وتساعد كذلك في عملية تنظيم توزيع المساعدات حتى لا يتم السطو عليها وسرقتها، علاوة على عملها على ضبط الوضع الأمني وضبط أي محاولات لاختراق الجبهة الداخلية.
واعتبر أن الجيش الإسرائيلي “فشل فشلا ذريعا” في نشر الفوضى والفلتان الأمني داخل القطاع ورأى أن تواجد عناصر الأمن والشرطة يؤكد أن الدولة العبرية تعجز حتى الآن عن السيطرة الحقيقية على الأرض.
ومنذ أيام تندلع اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية بمناطق الشجاعية وجباليا وخان يونس، فيما يحاول الجيش الإسرائيلي الدخول إلى عمق تلك المناطق لكنه لم ينجح حتى اليوم رغم ضراوة المعارك هناك.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس 18 ألفا و787 قتيلا و50 ألفا و897 مصابا معظمهم أطفال ونساء ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.