سياسة

فشل صفقة منظومة الدفاع الجوي إس 400.. صفعة جديدة لتركيا


فشل صفقة منظومة الدفاع الجوي إس 400 التي كان من المقرر أن يستلمها نظام أردوغان من موسكو هذا الصيف حسب ما أعلنت أنقرة أكثر من مرة، صفعة جديدة تتلقاها السلطات التركية الداعمة للإرهاب.

ونقلت صحيفة بيلد الألمانية، السبت، عن مصادر دبلوماسية في أنقرة أن صفقة إس 400 توقفت بالكامل، ويبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان قبل عدة أسابيع يُرغي ويُزبد متحديا واشنطن بإكمال الصفقة، قد رضخ كعادته عقب كل جعجعة فارغة يفتعلها، بحسب الصحيفة.

 إلا أن انحناءه للعاصفة هذه المرة أتى مصحوبا بأزمة اقتصادية طاحنة أدت لتراجع الليرة وتقليص ميزانية الدفاع على ما يبدو من الخطوة.

وفي 2017، وقعت تركيا عقدا لشراء منظومات صواريخ إس-400 الدفاعية، بحسب ما أعلن الجانبان التركي والروسي في اتفاق أثار غضب حلفاء أنقرة في حلف شمال الأطلسي، وفي 4 أبريل الماضي اعتبر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أن شراء تركيا منظومة إس-400 الروسية يشكل خطرا على حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وهددت الولايات المتحدة الحكومة التركية بفرض مزيد من العقوبات عليها حال شرائها أنظمة صواريخ إس-400 من روسيا.

ويرى كثيرون أن فشل أنقرة في الحصول على المنظومة الدفاعية إس 400 من شأنه أن يضع حدا لمغامرات أردوغان التوسعية في سوريا القريبة حيث تحتل قواته منطقة عفرين منذ أكثر من عام، وأقدمت على ارتكاب سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان فيها.

وعن أسباب فشل الصفقة، عزتها الصحيفة الألمانية إلى تراجع قيمة العملة التركية الليرة بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة إثر الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تضرب البلاد منذ فترة، ولم تغفل كذلك الضغوط الأمريكية على أنقرة بخصوص الصفقة، فواشنطن أعلنت أكثر من مرة أنها لن تسمح لنظام أردوغان بامتلاك المنظومة الدفاعية الروسية المتقدمة لما يمكن أن تمثله من قلق على حلفائها في حلف الناتو.

وتعد إس 400، التي فشل أردوغان في الحصول عليها، منظومة دفاع جوي تم تطويرها في التسعينيات من قبل مكتب ألماز للتصميم المركزي في روسيا، وتمثل ترقية لعائلة إس 300 وتعمل في الخدمة مع الجيش الروسي منذ عام 2007.

وتستخدم منظومة إس-400 أربعة صواريخ مختلفة المدى لتغطية نطاق عملياته، فهو يستخدم صاروخ (40N6) بمدى (400 كم) للأهداف بعيدة المدى، وصاروخ (48N6) بمدى (250 كم) للأهداف طويلة المدى، وصاروخ (9M96E2) بمدى (120 كم) للأهداف المتوسطة المدى، وصاروخ (9M96E) بمدى (40 كم) للأهداف قصيرة المدى.

 ووصفت إس-400، اعتبارا من عام 2017، بأنها واحدة من أفضل أنظمة الدفاع الجوي حاليا.

لم تكن تركيا وحدها التي تطمح في الحصول على منظومة “إس 400” الدفاعية الجوية، فقد سبقتها الدوحة التي حاولت الحديث مع الروس حول الأمر دون التوصل إلى نتائج.

وظل إعلام الدوحة يروج لحصول قطر على منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة، عبر تلفيق الأخبار كعادته مستقلا صمت موسكو وعدم تصديها للتعليق على ما يتردد في الإعلام عن الصفقات العسكرية.

ولم يتوقف إعلام الدوحة عن ترديد الأكاذيب حول صفقة إس 400 المزعومة حتى ظهور أمير قطر تميم بن حمد خلال زيارة له لباريس العام الماضي متحدثا عن لقاء سبقها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي قائلا: ناقشت مع الرئيس الروسي شراء نظام الدفاع الجوي إس-400، لكن لم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن.

 ليعلن تميم بعباراته المرتبكة عن خيبة جديدة من خيبات تنظيم الحمدين المتتالية.

فالأمير القطري، والذي أبلغ الصحفيين حينها، بفشل مساعيه في الحصول على النظام الصاروخي الروسي المتقدم، كان بارتباكه وتردده المعهود يقدم نعياً حزيناً لدبلوماسية الاستعطاف والمظلومية القطرية، وكأنه أراد من خلال الإعلان الهزيل عن فشل الصفقة مع موسكو، بحضور الرئيس الفرنسي، أن يستعطف الزعيم الأوروبي، الذي سئم ورصفاؤه في القارة العجوز، من صبيانية الإمارة الصغيرة وتصرفاتها الطائشة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى