غموض حالة خامنئي الصحية يثير شائعات جديدة حول وفاته وتوريث السلطة
تراقب إسرائيل عن كثب الحالة الصحية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الذي يمتلك الفصل في السياسيات العسكرية والنووية وله اليد الطولى في قرارات الحرب والسلم، وسط تقارير غير مؤكدة عن تدهور حالته الصحية وتحضيرات لخلافته يبدو أنه تم الترتيب له منذ فترة.
-
خامنئي يزن الرد على إسرائيل.. حسابات سياسية وعسكرية دقيقة
-
الاغتيالات في إيران: مسلح يقتل ممثل خامنئي خلال صلاة الجمعة
وترددت في الأشهر الماضية الكثير من التقارير عن احتمال توريث خامنئي المنصب الأعلى في ايران لابنه مجتبى (55 عاما) منذ وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية على الحدود بين إيران وأذربيجان في حادث يرجح البعض أنه مدبر.
ونشرت إيران صورة للمرشد الأعلى وسط شائعات واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي تزعم أنه إما في غيبوبة أو توفي. وتظهر الصورة خامنئي في مكتبه وهو يتحدث مع السفير الإيراني في لبنان الذي أصيب في بيروت خلال الضربات الإسرائيلية على حزب الله في سبتمبر/أيلول الماضي.
-
خامنئي يعترف بتداعيات مقتل السنوار: ضربة موجعة لجبهة المقاومة
-
رئيس برلمان إيران: خامنئي هو الركيزة الأساسية للبنانيين
وبدأت التكهنات حول صحة خامنئي بتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول أشار إلى أنه “مريض بشكل خطير” وأن ابنه قد يخلفه. وفي يوم السبت، ظهرت مزاعم تفيد بأن الرجل البالغ من العمر 85 عاما قد دخل في غيبوبة. وقد شكك الخبراء في هذه التقارير، مشيرين إلى أنها قد تكون صحيحة أو خاطئة.
وكانت صحة الرجل موضع تدقيق شديد على مدى عقدين من الزمان، مع تكرر الشائعات حول مرضه وخلافته المحتملة. وينفي المسؤولون مثل هذه الادعاءات باستمرار وغالبًا ما ينشرون صورا لدحضها. وقد حدث نمط مماثل الليلة الماضية مع اجتماع السفير الإيراني لدى بيروت.
-
في ذكرى هجوم حماس.. خامنئي يوجه رسالة بالعبرية
-
خامنئي يخرج من مخبأه ويتعهد بتصعيد الهجمات ضد إسرائيل
وتعود الشائعات إلى عام 2006 عندما زعم المحلل السياسي مايكل ليدين أن خامنئي في غيبوبة. وظهرت تقارير مماثلة في عامي 2009 و2014، عندما خضع لجراحة في البروستاتا يُعتقد أنها ناجمة عن السرطان. وعادت التكهنات إلى الظهور في عام 2020.
وقال البروفيسور شاي جولان من مستشفى بيلينسون لقناة’ إ.ال.تي.في نيوز’ إن سرطان البروستاتا المتقدم يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الغيبوبة وفشل الأعضاء المتعددة. ومع ذلك، ينمو سرطان البروستاتا ببطء عادة ويبلغ معدل الشفاء منه 90 بالمئة مع الكشف المبكر.
-
خامنئي يعترف بتداعيات مقتل السنوار: ضربة موجعة لجبهة المقاومة
-
خامنئي ونصر الله: تفاصيل الرسالة الأخيرة قبل الوفاة
ومع ذلك، فإن تحديات الرعاية الصحية في إيران قد تقصر البقاء على قيد الحياة إلى عامين أو ثلاثة أعوام إذا أصيب خامنئي بسرطان متقدم – على الرغم من أن هذا لا يزال غير مؤكد.
ولا يستطيع المرشد الأعلى الإيراني أن يعين خليفته بمفرده. ويتعين على مجلس الخبراء، الذي يتألف من 88 رجل دين شيعي، أن ينتخب المرشد المقبل.
هل ينهار النظام إذا مات خامنئي؟
وقد طرح الصحافي الإيراني أشكان حكيمي نظريتين: إما أن يسعى الزعيم الجديد إلى تحسين العلاقات مع الغرب، أو أن الاضطرابات العامة قد تؤدي إلى تغيير النظام. وفي الوقت الحالي، تظل هذه السيناريوهات مجرد تكهنات إلى أن تتضح الحالة الصحية لخامنئي.
وتشير التقارير الواردة من طهران إلى أن مجتبى خامنئي الابن الثاني للمرشد الأعلى الإيراني الحالي، اختير سرا لخلافة والده بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي الذي كان يُعتبر في السابق المرشح الأوفر حظا.
وتم اختيار مجتبى في تصويت سري خلفا لوالده، وفقا لتقرير نشرته وكالة أنباء إيران الدولية التابعة للمعارضة.
ويتم اختيار المرشد الأعلى تقليديا من قبل مجلس الخبراء وهو هيئة دينية مكونة من 88 عضوا يتم انتخابهم كل ثماني سنوات من قبل الجمهور ولكن يتم فحصهم من قبل مجلس صيانة الدستور الذي يتم تعيين أعضائه بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل المرشد الأعلى.
وفي حين لم ينكر رئيسي قبل وفاته طموحاته لتولي المنصب، يُعتقد أن الحادث قد غيّر المشهد السياسي.
ولد مجتبى خامنئي رجل الدين في مشهد وهو متزوج ولديه طفلان. وهو شخصية غامضة ذات نفوذ كبير بين الموالين لوالده. وفي أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979، انتقلت العائلة إلى طهران، حيث التحق بمدرسة ثانوية لأبناء قادة الثورة. وبلغ صعود والده السياسي ذروته بتوليه الرئاسة عام 1981.
وخدم في الحرب الإيرانية العراقية خلال ثمانينات القرن الماضي، حيث أقام علاقات مع أفراد أصبحوا في ما بعد شخصيات بارزة في أجهزة الأمن الإيرانية، بما في ذلك حسين طائب وهو مسؤول كبير في الحرس الثوري الإسلامي.
وعلى مر السنين، لفت مجتبى الانتباه الدولي، ففي عام 2019 اتهمته الولايات المتحدة بالتعاون الوثيق مع الحرس الثوري الإيراني وميليشيا الباسيج، وهي قوة تطوعية شبه عسكرية تابعة للحرس الثوري لتعزيز طموحات والده الإقليمية المزعزعة للاستقرار.
وعلى الصعيد المحلي، واجه مجتبى اتهامات بقمع المعارضة، ففي عام 2009، دعم طائب قائد الباسيج آنذاك، في حملة القمع العنيفة ضد متظاهري الحركة الخضراء. كما استُهدف من قبل المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب وفاة الفتاة الكردية الإيرانية مهسا أميني في عام 2022 والتي توفيت أثناء الاحتجاز من قبل شرطة الأخلاق بزعم مخالفتها لضوابط ارتداء الحجاب.
ويزعم المنتقدون في إيران أن مجتبى يفتقر إلى المؤهلات الدينية والخبرة الإدارية اللازمة لخلافة والده. وقد رفض بعض رجال الدين والمعلقين فكرة الخلافة الأسرية باعتبارها غير إسلامية وشبهوها بالملكية.
وبينما يُنظر إليه باعتباره مرشحا بارزا، فقد تم ذكر شخصيات أخرى كخلفاء محتملين، بما في ذلك رجل الدين والسياسي محمد مهدي ميرباقري ورجل الدين علي رضا عرافي. كما تم تسمية الرئيس السابق حسن روحاني ورئيس السلطة القضائية السابق صادق لاريجاني باعتبارهما يطمحان إلى هذا الدور.
إن مصداقية تقرير قناة إيران الدولية غير واضحة، فالقناة التي تبث باللغة الفارسية ولها علاقات مع جماعات المعارضة الإيرانية، تركز غالبا على الروايات المناهضة للنظام. ومع ذلك، فإن السرية المحيطة بتخطيط الخلافة في طهران تجعل الموقف غامضا. ويشير المحللون إلى أن الحرس الثوري الإيراني من المرجح أن يعمل على منع أي مرشح يراه غير مناسب.