سياسة

غزة بلا إغاثة.. إسرائيل تستخدم المساعدات كورقة ضغط


 أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء أنه حوّل نحو 30 بالمئة من مساحة غزة إلى منطقة عازلة، مع مواصلته عملياته العسكرية ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأربعاء أنه لن يُسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة حيث استأنفت إسرائيل ضرباتها الجوية الكثيفة وهجومها البري. بعد هدنة استمرت شهرين فيما يعتبر هذا الإعلان محاولة للضغط على حماس للقبول بالمقترح الإسرائيلي لإنهاء الحرب.
ويعكس تصريح كاتس سياسة إسرائيل بشأن المساعدات الإنسانية التي تمنع دخولها منذ 2 مارس/آذار إلى قطاع غزة المدمر. والذي يشهد أزمة إنسانية كارثية بعد 18 شهرا من الحرب.
وقال الوزير في بيان إن “سياسة إسرائيل واضحة: لن تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة. ومنع هذه المساعدات هو أحد أدوات الضغط الرئيسية. التي تمنع حماس من استخدامها كأداة ضغط على السكان”. جاء ذلك بعد تحذير الأمم المتحدة من أن القطاع يواجه أشد أزمة إنسانية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الاول 2023.
وأضاف “لا أحد يخطط حاليا للسماح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة. ولا توجد أي استعدادات لإتاحة دخولها”.

وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الاثنين من أن. الوضع الإنساني في غزة هو “الأسوأ على الأرجح” منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، مع استمرار منع دخول المساعدات، مشيرا الى مرور شهر ونصف شهر “منذ .تمّ السماح بدخول أي امدادات عبر المعابر الى غزة، وهي أطول فترة تتوقف فيها الامدادات حتى الآن”.
وأغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى القطاع الفلسطيني. الذي يعيش فيه 2.4 مليون فلسطيني في ظروف مأساوية.
من جانبه أكد خالد القدومي، ممثل حركة حماس في العاصمة الإيرانية طهران. رفض الحركة لأي اتفاق “لا يشمل وقف العدوان، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة. وتنفيذ صفقة تبادل جادة”، ودعا إلى مزيد من التضامن مع الفلسطينيين.

وقال خلال لقاء سياسي في طهران، جرى الثلاثاء، إن ” أي مقترح لوقف إطلاق النار لا يأخذ في الاعتبار مصالح شعبنا، لن يكون قابلا للتنفيذ”.
وشدد على “وجود إجماع بين أبناء شعبنا وفصائله الوطنية والإسلامية. برفض أي اتفاق لا يوقف العدوان بشكل كامل، ولا يضمن انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، ولا يحقق صفقة تبادل جادة”.

وفي كلمته خلال اللقاء الذي نظمته “جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني”.أكد أن ما يجري في قطاع غزة يفوق وصف الكارثة، في إشارة إلى استمرار الإبادة الإسرائيلية بوتيرة متصاعدة يومياً.

وقال إن “الإبادة الجماعية تجري بضوء أخضر من الولايات المتحدة ودول غربية”
كما شدد على أن “الأمر اليوم تجاوز مسألة إعلان موقف ودعم ومساندة لغزة. بل يجب اتخاذ خطوات عملية وتحركات ضاغطة وفاعلة في الدول الإسلامية نصرة لفلسطين”.
وقال إن “العديد من الدول العربية والإسلامية لم تتخذ أي خطوات عملية لوقف جرائم جيش الاحتلال”.
واعتبر القدومي أن المقاطعة العالمية .والواسعة لإسرائيل هي “إحدى وسائل النضال المهمة والفاعلة في مواجهته ومحاصرته” مشيرا إلى أن ” الكيان الصهيوني يسعى إلى احتلال مزيد من المناطق والأراضي الفلسطينية والعربية ومواصلة ارتكاب المجازر، ضمن أهدافه لإقامة دولة إسرائيل الكبرى”.
والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 51 ألف قتيل و116 ألفا و343 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وذكرت أن “حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/آذار 2025 بلغت 1630 شهيدا، و4.302 مصابا”.
وكثفت إسرائيل منذ 18 مارس الماضي جرائم الإبادة. بغزة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين.
ومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى. تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى