عملية إنقاذ بنظام النقاط.. أوكرانيا تربط إجلاء الجرحى بـ قسائم تسليح
تستعد أوكرانيا لإطلاق نظام عسكري مبتكر يشبه منصة “أمازون” للتسوق، حيث سيتمكن الجنود من شراء الأسلحة والمعدات القتالية باستخدام نقاط.
ويحصل الجنو على النقاط مقابل إنقاذ زملائهم الجرحى من ساحات المعركة بواسطة الروبوتات الأرضية.
هذا ما كشفه ميخايلو فيدوروف، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير التحول الرقمي الأوكراني، في تصريح خاص لموقع “بيزنس إنسايدر”، مؤكدًا أن النظام الجديد سيجري تفعيله خلال شهر واحد تنفيذًا لتوجيهات مباشرة من الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
يأتي هذا النظام كتطوير للمنصة الحالية “بريف1 ماركت” التي أطلقها الجيش الأوكراني سابقًا، حيث كانت تمنح الجنود نقاطًا رقمية مقابل قتل الجنود الروس أو تدمير معداتهم العسكرية، مع ضرورة توثيق هذه العمليات عبر رفع تسجيلات مصورة من الطائرات المسيرة.
وقد صمم النظام الجديد ليعطي أولوية لأعمال الإنقاذ، حيث سيحصل الجندي الذي ينقذ زميلًا جريحًا باستخدام الروبوتات على نقاط تزيد بعشر مرات عن تلك الممنوحة مقابل قتل جندي روسي.
ثورة الروبوتات في ساحة المعركة

وأصبحت الروبوتات الأرضية غير المأهولة عنصرًا حيويًا في الاستراتيجية العسكرية الأوكرانية، حيث تقوم بمهام خطيرة كان يتولاها الجنود سابقًا. فهي لا تقتصر على إجلاء الجرحى فحسب، بل تمتد إلى نقل الذخائر والإمدادات، وتنفيذ الهجمات المباشرة، وزرع الألغام، وحتى التفجير الذاتي قرب المركبات المدرعة الروسية.
وقد أكد فيدوروف أن العديد من الألوية العسكرية الأوكرانية تعتمد حاليًا على هذه الروبوتات في عملياتها اللوجستية، حيث نقلت عشرات الآلاف من الأطنان من الإمدادات إلى الخطوط الأمامية.
ويواجه إجلاء الجرحى في أوكرانيا صعوبات جسيمة بسبب الانتشار الكثيف للطائرات المسيرة الروسية التي تراقب وتحاصر ساحات القتال.
ورغم أن استخدام الروبوتات يقلل من المخاطر على الأطقم الطبية، إلا أنها تواجه تحديات تقنية مثل انقطاع الاتصال الذي قد يعرض حياة الجريح للخطر.
وفي المقابل، تعمل روسيا على تطوير أنظمة روبوتية مماثلة، مما يفتح سباقًا تقنيًا جديدًا في مجال الحرب غير المأهولة.
منصة متكاملة ونتائج ملموسة
وتشمل منصة “بريف1 ماركت” تشكيلة واسعة من المعدات العسكرية تشمل الطائرات المسيرة، والروبوتات الأرضية، وأنظمة الحرب الإلكترونية، وأنظمة الاتصالات المتطورة.
وتتيح المنصة للوحدات العسكرية الشراء مباشرة من المصنعين، متجاوزة الإجراءات البيروقراطية المعتادة، حيث تصل المعدات إلى الخطوط الأمامية خلال أيام قليلة.
وقد بلغت قيمة المشتريات عبر المنصة 6 مليارات هريفنيا (ما يعادل 142 مليون دولار) خلال ثلاثة أشهر فقط، مما يدل على فعالية هذا النظام.
بين الابتكار والأبعاد الأخلاقية

ورغم النجاح التقني للمنصة، تثير هذه التطورات تساؤلات أخلاقية مهمة حول تأثيرها على الطابع الإنساني للحرب. فتحويل العمليات العسكرية إلى نظام للنقاط القابلة للاستبدال، ومشاركة مقاطع فيديو العمليات القتالية، قد يسهم في نزع الصبغة الإنسانية عن الصراع.
ومع ذلك، تظل هذه المنصة مثالًا على قدرة أوكرانيا على الابتكار تحت ضغط الحرب، حيث أصبحت وسيلة فعالة لتسريع وصول أحدث التقنيات العسكرية إلى خطوط المواجهة.
يختتم فيدوروف بالقول: “المنصة باتت تعيش حياتها الخاصة. وفي حرب تعتمد على الشبكات، يبدو هذا التطور ثوريًا – ومع ذلك طبيعيًا في ظل الظروف الراهنة”.






