سياسة

عراقيون في إنتظار زيارة البابا فرنسيس إلى العراق


أطلق نشطاء عراقيون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة لا تخلو من التفكه والتندر تحت عنوان “لا تسرع.. نحن بانتظارك”، في إشارة لزيارة البابا فرنسيس إلى العراق، الجمعة.

وتأتي تلك الرسالة بعد بشائر الخير التي طالتها بعض مدن العراق من إعمار وخدمات وحملات تنظيف وصيانة استعداداً لزيارة البابا فرنسيس، بعد أن عاشت نحو عقدين تصدح بأوجاع الإهمال دون أن تجد من يسمع الشكوى.

وأبدى العراقيون استغرابهم من سرعة تحقق ذلك الأمر والجهود المتواصلة منذ نحو شهرين التي تنفذها الأجهزة الحكومية بمختلف قطاعاتها الخدمية.

وعبروا عن أمنياتهم بتعطل مجيء البابا إلى العراق لمدة أطول حتى تستمر فرق العمل بتقديم أفضل الخدمات للمدن المنسية، خشية أن يعود المشهد إلى سابق ما كان عليه حين انتهاء الزيارة.

وحصدت تلك الرسالة تفاعلا كبيرا ولاقت ردود أفعال وتعليقات كثيرة اتسم طابعها العام بالغرابة والسخرية اللاذعة من الحكومات التي عانت غيبوبة خدماتية أكثر من 18 عاماً وظهرت على حين غرة في أفضل قوامها عقب تأكيد زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق.

وتبذل السلطات العراقية، منذ شهرين جهوداً سياسية وثقافية وأمنية وخدماتية كذلك من أجل إنجاح الزيارة التاريخية للبابا.

وجاءت مواقف أخرى لناشطين، أعربوا فيها عن استيائهم من الأعذار التي كانت الجهات المعنية تقدمها كذرائع وحجج لتبرير قصورها في عدم استكمال العديد من المشاريع الخدمية وأعمال البنى التحتية.

ويقول محمد العراقي، أحد ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي: “هنالك شوارع معتقة ظلت حتى الأمس القريب تعاني التخسفات وعدم صلاحيتها لحمل العجلات، واليوم كسيت بالأسفلت واختفت تجاعيدها”.

وأضاف: “كأننا في حلم.. كلا حتى ذلك لم يخطر في المنام من قبل”.

وتعاني شوارع العاصمة بغداد ومرافقها الخدمية بشكل عام من التهالك رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الحكومات المتعاقبة على العراق ما بعد 2003.

والأمر ليس بأفضل منه حالاً في بقية المدن الأخرى سواء في محافظات النفط والثروة جنوباً أو باتجاه مدن التحرير شمالاً وغرباً التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي قبل أعوام.

وعلق البعض على سوء الخدمات التي رافقت مدنهم منذ سنوات: “غسل وجه بغداد وإجلاء تراكمات الحروب عنها خلال أيام يؤكد أن استمرار الخراب وتعثر النهوض طيلة العقود الماضية إرادة سياسية للإبقاء على العراق على شكل أطلال وخرائب مهدمة”.

وقال آخرون: “إذا كان العراق يواجه أزمة مالية واقتصادية خانقة كيف استطاع أن ينفذ حملات خدمية كبيرة امتدت إلى العديد من المحافظات في غضون أيام”.

في جانب آخر، يعبر مواطنون يسكنون قرب كنائس في العاصمة بغداد عن سرورهم بتحسن الأوضاع الخدمية لمناطقهم التي لم تتوقف فيها عجلة العمل حتى الآن.

وبحسب الأجندة المعلنة التي أفصح عنها الفاتيكان ستكون هنالك 5 محطات للبابا فرانسيس خلال زيارته للعراق والتي تستمر لـ4 أيام، تتضمن كنيسة النجاة في العاصمة بغداد وصلاة جامعة للأديان في مدينة أور التاريخية في ذي قار ولقاء عند النجف مع المرجع الديني علي السيستاني.

وستكون المحطة اللاحقة عند مدينة الموصل القديمة التي لاتزال تتنفس من تحت ركام المباني المحطمة جراء حروب التحرير من التنظيم الإرهابي فيما سيكون إقليم كردستان آخر موطئ قدم للبابا في العراق.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى