سياسة

عالمية الإمارات في التنمية المستدامة والإبداع

خالد رستم


امتازت فعاليات “أسبوع أبوظبي للاستدامة” عبر الرؤية الإماراتية ذات البصيرة النافذة، بإزالة معوّقات مختلف المؤسسات، التي بوسعها الإسهام في تحقيق الرفاه الإنساني.

فقامت الإمارات بتذليل العوائق، ومواجهة التحديات المعاصرة وتجاوز الصعاب، ودون مَهلكة أو تقصير بالمؤسسات الإنتاجية، فمن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً.

والإمارات بدورها المتعاظم آلت على نفسها أن تكون نبراساً بمكانتها ومَعلَماً بارزاً بريادتها، وحكيمة بمعالجاتها لمختلف القضايا الراهنة.

ولقد أتاح “أسبوع أبوظبي للاستدامة-2022م” كأول حدث دولي رئيسي في مجال الاستدامة التنموية، والذي أقيم ما بين 15-19 من الشهر الجاري، المجالَ أمام تبادل الخبرات ووجهات النظر المتباينة على مختلف الأصعدة.

وفي أجواء من تعزيز المصالح والشراكة بين دولة الإمارات وبقية دول العالم، شكّل الأسبوع التنموي -مع إكسبو 2020 دبي- أكبرَ مسعى في جمع قادة الحكومات والشركات من جميع أنحاء العالم تحت مظلة واحدة، وذلك لتعزيز الشراكات الدولية، التي تدعم مسارات التنمية والاستثمارات الاقتصادية المستدامة لبناء مستقبل أفضل للجميع.

وركز أسبوع الاستدامة على اتخاذ خطوات وإجراءات فعالة، وأبرزها في ثلاثة محاور: التعاون الدولي، والقيادة والتنمية الاقتصادية، والتكنولوجيا والابتكار.. والتي تنسجم أهدافها مع وثيقة مبادئ الخمسين وتشكل المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات، وتعكس رؤية القيادة وحرصها على تعزيز جهود التنمية في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

لقد شهدت القمّة العالمية لطاقة المستقبل 2022م فعاليات عدة ضمن “أسبوع أبوظبي للاستدامة” بمشاركة عدد كبير من أهم الخبراء والعلماء والرؤساء التنفيذيين، حضوراً وافتراضاً، وتناولت مناقشاتهم التحول الديناميكي، الذي يشهده هذا القطاع في مجالات الطاقة على المدى الطويل، وسلّطت القمة الضوء على أحدث الاستراتيجيات وأبرز التوجهات في الحراك الدولي للاستدامة والطاقة المتجددة، وذلك خلال منتدى “الطاقة الشمسية والنظيفة”، الذي استضافته القمة، وأيضاً تمحورت المناقشات حول مستقبل الهيدروجين الأخضر، واستراتيجية الإمارات للهيدروجين، والاستخدامات التجارية والصناعية للطاقة الشمسية والتمويل الأخضر واستثمارات المشاريع.

وتتجه الجهود الإماراتية اليوم إلى حماية البيئة على مستوى العالم، بالتعاون مع العديد من دول العالم، باتخاذ خيارات إيجابية لتكون بمثابة علاج ناجع للتصدي للتغيرات المناخية، وتأمل الإمارات أن تتضافر مواقف البلدان في جميع أنحاء العالم للحد من انبعاثات الكربون، والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة.

ويمكن القول إن شركة “أبوظبي لطاقة المستقبل” -مصدر- أحد أوائل المشاريع المحايدة للكربون في العالم، وكذلك مشاريع الطاقة المتجددة، المتمثلة في محطة “نور أبوظبي” ومحطة “الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية”، وهناك حقيقة مفادها أن دولة الإمارات أصبحت تستحوذ اليوم على أكثر من سبعين بالمائة من إجمالي القدرة الإنتاجية من الطاقة المتجددة والنظيفة في المنطقة.

وتعد مشاركة عدد من القادة وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والشركات في أسبوع الاستدامة ذات أهمية في تعزيز التواصل مع دول وشعوب العالم، وتفتح أبواباً واسعة وجديدة لمزيد من الفعاليات والمنتديات والشركات العالمية للإسهام في الأسواق الإماراتية، التي تحرص على استكشاف إمكانيات وفرص الأعمال غير المستغلة في مناطق أخرى من العالم.

وشهدت جهود دولة الإمارات صونًا للحياة الطبيعية، حيث التزامها البيئي ونهجه الأخضر، ومواقفها البناءة لرفع مستوى الوعي لدى المجتمعات البشرية، بما يتعلق بأشكال الحياة الإنسانية المختلفة التي يتم حمايتها أو نقلها إلى مواطن آمنة، وشكّلت إجراءاتها المناخية تحفيزاً عالمياً، واستكشاف الأفكار الجديدة التي تشجع على العمل المشترك من أجل إنقاذ كوكبنا الأرضي.

إن الروابط الإماراتية في المجالات التجارية التاريخية، وتكنولوجيات الصناعة مع قارات العالم جعلها ساحةً عالمية في التنمية والإبداع، ومركزاً مُفضّلاً لمختلف الشركات الاستثمارية التي بدورها الاقتصادي والتنموي تستفيد من موقع الإمارات وحضورها العالمي.

وتشكل المساعدات الخارجية الإماراتية المرتكزات والقيم التي رسخها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والقائمة على الانفتاح على العالم للإسهام في إحلال السلام والأمن والازدهار في الدول الأخرى، وتصدرت جدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لأكبر المانحين في مجال المساعدات التنموية الرسمية، وحدد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هدفاً سامياً، وهو أن تصبح دولة الإمارات واحدة من أكثر الدول نمواً في العالم.

وفي جميع المجالات تميزت القيادة الإماراتية بتقدير العاملين النابهين وتشجيع آليات التطور لإحداث متغيرات أفضل على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، وفي كل الأحوال أحدثت مفاضلات إبداعية في مجالات التكنولوجيا والابتكار، وعلى الدوام تدعم الدولة الإبداع وعمليات التطوير، بالعديد من المبادرات الإنمائية، وتعزيز الوسائل المستدامة للاستثمار في الطاقات البشرية، إلى جانب تعزيز النشاط الاقتصادي في الدولة دون الاعتماد على النفط، وتعزيز القدرات التنافسية على مستوى العالم.

وتصدرت الإمارات عربياً في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2019م، ويعتبر الابتكار عنصراً حيوياً من المحاور الوطنية للدولة لعام 2022م وتندرج مضامينه تحت عنوان “مُتَّحدون في المعرفة”، بغية تحقيق اقتصادٍ معرفي ومتنوع ومرن تقوده كفاءات إماراتية ماهرة، وتعززه أفضل الخبرات بما يضمن الازدهار للدولة وشعبها.

ستظل الإمارات العربية المتحدة ذات آفاق استراتيجية واسعة للابتكار، وبخاصة حول توجيه كافة الجهات الاتحادية لتكثيف جهودها ومراجعة كافة السياسات وتطويرها، والهدف الرئيسي خلق بيئة محفزة للإبداع ودعم مبادرات الابتكار، وصولاً بخططها المتطورة والناجحة للمراكز الأولى عالمياً.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى