صراع أوكرانيا.. صحيفة بريطانية: الدبلوماسية هي الحل
أوضحت صحيفة بريطانية عدم وجود تسوية شاملة ممكنة للصراع في أوكرانيا حاليا، وهو ما يستوجب على الولايات المتحدة البدء في وضع أسس دبلوماسية الأزمات.
وقالت “فينانشيال تايمز” البريطانية، إن الهجمات الروسية الأخيرة على المدن الأوكرانية بمثابة تذكير محزن بأن أكثر الصفحات رعبًا في هذه الحرب لم تسطر بعد.
وتضيف أن الهجوم الروسي الأخير يشير إلى أن “الانتصارات المتتالية لأوكرانيا في ساحة المعركة التقليدية، جعلت رد الكرملين أكثر تدميرًا من أي وقت مضى”.
وقالت الصحيفة إن رد الكرملين يلقي الضوء على ملمحين غاية في الأهمية: الأول، هو أنه لا يزال لدى روسيا مجموعة أدوات ضخمة للتصعيد، وأنه لا يوجد جزء من أوكرانيا في مأمن من الهجمات الروسية، وبالتالي لن تكون هناك عودة كاملة للاجئين ولا إعادة إعمار ممكنة في هذه المرحلة.
الدرس الثاني هو أن “هذه الضربات الجوية ستؤدي على الأرجح إلى مزيد من الدعم الغربي لكييف”، بما في ذلك المسارعة إلى تسليم أنظمة الدفاع الجوي التي تشتد الحاجة إليها على الجبهة الأوكرانية، ودعم روح المقاومة الأوكرانية لمحاربة المعتدي.
وبحسب الصحيفة فإن المكاسب العسكرية لأوكرانيا قد يدفع الغرب إلى ذروة سنام التصعيد مع قوة نووية عظمى.
وهو ما يتوقع أن يحدث في أية لحظة وبصورة غير متوقعة، ما يتيح قدرا ضئيلا من الوقت أمام صانعي القرار.
كما تُظهر تصريحات الرئيس جو بايدن الواقعية حول التهديد باستخدام الأسلحة النووية أن البيت الأبيض يدرك تماما خطر التصعيد. وأن محاولات استخدام مزيج من العقوبات الجديدة، والمزيد من العزلة الدبلوماسية وربما شن الناتو غارات ضد أهداف عسكرية روسية في أوكرانيا لردع بوتين عن استخدام أسلحة الدمار الشامل، ليست مضمونة بأي حال من الأحوال.
وتضيف” لمنع تصاعد المواجهة، يجب تفعيل دبلوماسية الأزمات الآن”.
وتتوقع الصحيفة أن تفتح نافذة الدبلوماسية على مصراعيها في أكثر اللحظات دراماتيكية في الحرب، عندما يبدأ بوتين، على سبيل المثال، نشر عدد من أسلحته النووية، والتي ستكون مرئية لحلف الناتو وستنطوي على الكثير من الإشارات.
وتابعت:” عندها فقط يمكن أن يقتنع الشعب الأوكراني والغرب بوجود حاجة ملحة للتفاوض، ويجب أن تشمل الدبلوماسية بايدن، لأن الكرملين يعتبره الرئيس الحقيقي للائتلاف الغربي”.
وخلصت الصحيفة إلى أنه نظرًا للخلافات بين موسكو وكييف بشأن القضايا الجوهرية مثل وضع شبه جزيرة القرم ودونباس، فضلاً عن الواجب الأخلاقي لأوكرانيا والغرب بعدم مبادلة الأراضي مقابل السلام، يمكن الاتفاق فقط على هدنة تجميد الخطوط الأمامية في هذه المرحلة، وليس حلاً شاملاً للحرب.