صحفي يمني يروي وحشية التعذيب في سجون أردوغان
من “فاشية” نظام رجب طيب أردوغان في تركيا إلى “ابتزاز وخذلان” الناشطة الإخوانية توكل كرمان، يروي صحفي يمني رحلة عامين من رقابة السلطات التركية ووحشية التعذيب في سجونها.
وأطلقت المخابرات التركية عدنان الراجحي بجسد مشلول، فيما تركته كرمان يواجه مصير الموت وكأنه لم يكن ضمن طاقم قناة تلفزيونية تملكها الإخوانية التي دائما ما تطالب بالحقوق الإنسانية.
وبحسب مصادر حقوقية لـ”العين الإخبارية”، فإن المخابرات التركية فرضت رقابة لصيقة على الراجحي ثم الإقامة الجبرية وأخضعته للاستجواب المتكرر لأكثر من 18 شهرا.
وتعرض الصحفي اليمني لتعذيب وحشي أدى إلى خروجه مشلولا وفي ظروف نفسية وصحية متدهورة، وفقا للمصادر.
وخضع الراجحي لجلسات استجواب بشعة تحت التعذيب بهدف إجباره على الاعتراف من قبل عناصر المخابرات التركية والتي اعتقلته بتهمة التجسس قبل أن يتم ترحيله.
والراجحي هو صحفي يمني عمل منتجا للأخبار منذ انطلاق قناة بلقيس أواخر 2014 والتي تبث وتدار من إسطنبول وتملكها الناشطة الإخوانية توكل كرمان.
وتعد القناة بجانب مؤسسة كرمان الدولية من كبرى الإمبراطورية الإعلامية الإخوانية التي شيدتها ما يطلق عليها بـ”أفعى الإخوان” من أشلاء ودماء شباب اليمن.
ولم تستخدم كرمان موقعها وقربها من الرئيس التركي وتعمل من أجل إطلاق سراح الراجحي بل تركته يواجه مصيره داخل سجون السلطات التركية حتى خرج مشلولا وبنصف جسد.
ويشكو الراجحي من تقصير إدارة قناة كرمان وهو في محنته واكتفائها بتنصيب محام عنه حتى تم ترحيله من تركيا، طبقا لنقابة الصحفيين اليمنيين.
ونددت نقابة الصحفيين اليمنيين، في وقت متأخر، السبت، بما تعرض له الراجحي من تعذيب وحشي وما لحق به من ضرر مادي من قبل قناة كرمان.
كما أجبرته على المغادرة وابتزازه ماليا وذلك لدى مطالبته بمستحقاته لفترة العمل بالقناة والتي اشترطت عليه تقديم الاستقالة وأجبر على ذلك تحت ظرف الحاجة والقهر.
وحسب الراجحي فإن القناة اكتفت بدفع قيمة تذكرة المغادرة إلى ماليزيا فقط فيما لم تسانده خلال فترة علاجه إزاء التعذيب ولم تسأل عنه.
وأكدت نقابة الصحفيين اليمنيين في بيان أنها سعت للتواصل مع القناة المملوكة لكرمان من أجل مساندة الصحفي الراجحي إلا أن “مساعيها لم تكلل بالنجاح”.
وطالب البيان، الذي حصلت “العين الإخبارية” على نسخة منه “قناة بلقيس الإخوانية بتعويض الراجحي عما لحق به من ضرر مادي تمثل بانقطاع مصدر دخله، وضرر جسدي تمثل بتعرضه لشلل جزئي جراء التعذيب الذي تعرض له من قبل الأجهزة الأمنية التركية”.
ووثقت “نقابة الصحفيين اليمنيين” شهادة صادمة للراجحي تكشف مدى غياب البيئة الآمنة للعمل الصحفي تحت القبضة الأمنية المشددة التي يفرضها نظام أردوغان.
وقال الراجحي إنه تعرض ” للاستجوابات من قبل الأجهزة الأمنية التركية منذ يونيو/حزيران 2018 وحتى يناير / كانون الثاني 2020، كان آخرها الاعتقال والتعذيب لشهور ما أدى إلى إحداث إعاقة جسدية في جسمه”.
ودعت نقابة الصحفيين اليمنيين الاتحاد الدولي للصحفيين للتضامن مع الراجحي إزاء ما تعرض له من انتهاكات ومطالبة السلطات التركية بالتحقيق في هذه الجرائم وتوفير بيئة آمنة للصحفيين اليمنيين العاملين تحت نظام أردوغان.
وأثار ما كشفته نقابة الصحفيين ردود فعل كبيرة لدى الشارع اليمني خصوصا الصحفيين والذين تضامنوا على نطاق واسع مع الراجحي معبرين عن صدمتهم مما تعرض له من قمع وإرهاب واعتقال من النظام التركي والتي تسبب له بعاهة دائمة.
كما هاجموا الرئيس التركي ونظامه الذي يتصدر قائمة أكبر أعداء حرية الصحافة في العالم بجانب إيران.