سياسة

سقوط الأحلام الاستعمارية لإيران وأردوغان


من المؤسف أن ترى اليوم تناقضاً واضحاً بين مسارين متوازيين لا يلتقيان، على مستوى منطقة الشرق

الأوسط؛ الأول يسعى لمواجهة فيروس كورونا، بينما الآخر يسعى لاستمرار دوره التخريبي الإرهابي إما مباشرةً وإما عبر أدواته ومليشياته.

فمن جهة، تعمل الإمارات والسعودية والعديد من الدول الشقيقة والصديقة على ليس فقط احتواء فيروس كورونا والحد من انتشاره، بل العمل على تقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين إليها في جميع الدول بلا استثناء، بينما وعلى الجهة الأخرى، يعمل النظامان الديكتاتوريان في تركيا وإيران على الإمعان في تنفيذ الأجندة التدميرية التي وضعاها بالتنسيق والتعاون وتقاسم المصالح وتبادل الأدوار، فحين تتراجع تركيا في إدلب بفعل الحزم الروسي من جهة، والتدخل الإيراني من جهة ثانية، فإنها تمعن في التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا بل والانخراط الكامل والمباشر في الحرب التي تخوضها مليشيات الإرهاب في طرابلس نيابةً عن حكومة السراج، وكأننا أمام مشهد سوريالي يعتقد فيه الجنرالات الأتراك أنهم في طرابلس يدافعون عن إمبراطوريتهم التي سادت ثم بادت، وكأنهم، وتبعاً للعديد من الفيديوهات والمواد المرئية التي يمكن لنا الاطلاع عليها، والتي نشرها المتعصبون الأتراك من الذئاب الرمادية، وروجتها الأذرع الإعلامية لنظام الإخوان الأردوغاني والأجهزة الرسمية للدولة التي تتحكم بمفاصلها رجالات حزب العدالة والتنمية، تبعاً لهذه المواد المرئية، يمكننا ملاحظة الجنرالات الأتراك في مشهدية تفوق عنصري نازي وفاشيستي كما لو أن الدولة العثمانية تم إحياؤها وهي رميم، أو لو أن الانكشارية قد عادت إلى الحياة لتصنع أمجاد أمة الترك، إلا أن الواقع مختلفٌ تماماً عن هذه الصورة، فهؤلاء الجنرالات يسقطون بالعشرات على يد الجيش الليبي الوطني المدافع عن سيادة وعروبة ليبيا، في سبيل تنفيذ مخططات أردوغان التوسعية وأحلامه الاستعمارية الفارغة، وليس سقوط العدد الكبير منهم في طرابلس بليبيا إلا أول الغيث.

وفي مشهد سوريالي شبيه تماماً، بل يظهر كأنه النسخة الإيرانية من الحالة التركية، يسقط عشرات جنرالات الحرس الثوري الإيراني، وكبار قيادات الحيدريين والفاطميين وحزب الله العراقي وعصائب الحق وغيرها، بضربات جوية رداً على قصف صاروخي للقواعد الأمريكية في العراق، آخره كان على قاعدة التاجي قرب بغداد، في سبيل إقامة الهلال الشيعي من طهران إلى لبنان، وتنفيذ الأحلام الاستعمارية الفارغة للولي الفقيه في احتلال الدول العربية وترسيخ هيمنة العنصر الفارسي عليها.

وفي ظل كل ذلك، يبقى السؤال: ألا يهتم نظام الملالي في إيران ونظام أردوغان بمدى انتشار فيروس كورونا لدرجة أن تغفل تركيا مثلاً تماماً، وقبلها إيران، الكشف عن حقيقة الوضع الصحي والوبائي داخل أسوار سجنيهما الكبيرين، ليكون الشعبان الإيراني والتركي أول ضحايا النظامين؟

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى