سياسة

زمن الميليشيات لم ينتهِ.. الدبيبة يناقض الحقيقة على الأرض


يتشكك الكثير من المحللين والمراقبين السياسيين في قدرة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، على السيطرة الكاملة على الميليشيات المسلحة في طرابلس .بعد أن أدلى بتصريحات أثارت ردود فعل متباينة حول انتهاء “زمن الميليشيات”.

وبينما يسعى الدبيبة الذي يتعرض لضغوط محلية ودولية لضبط الميليشيات .وعدد كبير منها اما داعم لحكومته أو تم دمجها في مؤسسات أمنية وعسكرية مع منح قادتها صلاحيات واسعة، إلى اظهار قدرة حكومته على السيطرة على تلك الميليشيات، بدت الصورة مناقضة للواقع على الميدان.

وأظهرت الاشتباكات الدموية التي شهدتها بعض مناطق الغرب الليبي. أن حكومة الدبيبة لا تسيطر بالفعل على تلك الميليشيات التي يتقلب ولاؤها وفقا لمصالحها ونفوذها ولا تلتزم ضرورة بأوامر المؤسستين الأمنية والعسكرية.  

وبدلاً من تفكيك الميليشيات ونزع سلاحها، قامت حكومة الدبيبة بدمج عدد كبير من عناصرها في وزارتي الداخلية والدفاع. وعلى الرغم من هذا الدمج الرسمي، يرى منتقدو رئيس حكومة الوحدة أن ولاء هذه العناصر لا يزال لقياداتها الميليشياوية، وليس للدولة. وهذا يعني أن الحكومة لا تسيطر عليها بشكل حقيقي، بل تتعايش معها في ظل ترتيبات هشة.

وشهدت طرابلس بشكل متكرر اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المتنافسة وفي بعض الأحيان بين فصائل موالية للحكومة وفصائل أخرى. وقد أثبتت هذه الاشتباكات أن التوازن الأمني في العاصمة هش للغاية، وأن الحكومة غير قادرة على منعها أو السيطرة عليها بشكل فعال، مما يعرض حياة المدنيين للخطر.

ويُتهم الدبيبة وحكومته بالاعتماد على بعض الميليشيات الموالية له في مواجهة خصومه. مما يظهره طرفا في الصراع وليس حكما محايداً. وهذا النهج جعل البعض يعتقد بقوة أن ما يفعله ليس إنهاء لنفوذ الميليشيات، بل محاولة لإزاحة الفصائل غير الموالية له واستبدالها بأخرى أكثر ولاءً، وهو ما يؤجج الصراعات بدلا من حلها.

ولا تزال بعض الميليشيات تسيطر على مرافق سيادية مهمة، مثل الموانئ والمطارات والمقرات الحكومية، مما يمنحها نفوذاً سياسياً واقتصادياً كبيراً يجعلها أكبر من سلطة الدولة نفسها. وقد أشار الدبيبة نفسه في تصريحات سابقة إلى أن بعض الميليشيات أصبحت “أكبر من الدولة”.

وبشكل عام، يرى العديد من المراقبين أن خطاب الدبيبة حول إنهاء عهد الميليشيات قد يكون محاولة لاستعراض القوة أمام المجتمع الدولي، في حين أن الواقع على الأرض يشير إلى أن التحدي الأمني لا يزال قائماً، وأن غياب مؤسسات أمنية موحدة وقوية يظل السبب الرئيسي لاستمرار حالة الفوضى والولاءات الميليشياوية.

ولم تقنع تصريحات الدبيبة حول انتهاء زمن الميليشيات. الكثيرين فتلميحه لتراجع نفوذ التشكيلات المسلحة مثل جهازي “الردع” و”دعم الاستقرار” في طرابلس، يبدو مناقضا للواقع على الأرض.

 

ويرى عمار الأبلق عضو مجلس النواب الليبي أن اندماج الكثير من الميليشيات المسلحة في المؤسستين الأمنية والعسكرية ليس إلا اندماجا شكليا .وأن ولاء تلك الميليشيات يبقى في النهاية لقادتها السابقين وليس للدولة أو سلطة الاشراف ذات الصلة.

واعتبر الباحث جلال حرشاوي أن تصريحات الدبيبة حول نهاية زمن الميليشيات. ليس سوى محاولة منه للالتفاف عن المطالب المتنامية برحيل حكومته.  

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى