زلزال تركيا… يعيد تذكير أنقرة ودمشق بمصيرهما المشترك؟
ضربت أزمة الحرب في سوريا التي اشتعلت أحداثها في عام 2011، أوصار المصير المشترك بين البلدين، إلا أنهما يعكفان حاليًا على حسم نقاط مشتركة، تعيد جريان الماء في نهر العلاقات مجددًا.
وكانت محافظات سورية عدة قد تأثرت الزلزال بقوة 7.8 درجة الذي ضرب منطقة لواء إسكندرون. وأدت إلى تضرر عدد من الأبنية إثر ذلك.
وكان زلزال آخر قد ضرب بقوة 6.4 درجة في منطقة طوروس على الحدود السورية التركية، وعدد من الهزات الارتدادية الأضعف شدة، والتي تأثرت بها محافظات سورية عدة، وأدت إلى تضرر عدد من الأبنية إثر ذلك.
وقد لقي 53 شخصًا على الأقل مصرعهم في محافظات مختلفة في جنوب تركيا وجنوب شرقها بعد أن ضربها الزلزال، فإن 111 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 516 آخرين، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في سوريا جراء توابع الزلزال التركي.
تلك الحصيلة المتقاربة والتأثير المتزامن لتوابع الزلزال في البلدين، أكد حقيقة مفادها أن نهر العلاقات يجب أن يجري كما المعتاد. وأن يعبر فوق جسر الخلافات إلى علاقات أكثر انفتاحا واتزانًا، ما من شأنه إعادة الاستقرار إلى المنطقة مرة أخرى، بحسب مراقبين.
وقد حسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشهر الماضي، التكهنات بشأن إمكانية لقائه نظيره بشار الأسد وقال: “لقد بدأنا عملية ثلاثية روسية تركية سورية… سنجمع وزراء خارجيتنا معا ثم بناء على التطورات سنجتمع معا على مستوى الزعماء“.
ومن جهته أكد الرئيس التركي، أنه قد يجتمع مع الرئيس السوري بشار الأسد في إطار جهود من أجل السلام، في تطور واضح لجهود تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
ومن جانبه صرح الرئيس التركي، إلى أنه من المقرر عقد اجتماع ثلاثي يضم وزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا لأول مرة من أجل المزيد من تعزيز التواصل بعد محادثات بين وزراء الدفاع، الشهر الماضي.
وقد أبدت دمشق مرونة في مواقفها تجاه أنقرة، وفيما لم ترد عنها هذه التصريحات بشكل مباشر، وقد وضعت شرطًا لذلك. يتمثل في ضرورة انسحاب تركيا من الأراضي السورية قبل تطبيع العلاقات، بحسب تصريحات لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد بثت الشهر الماضي.
في ديسمبر الماضي اقترحت روسيا خلال اجتماع تشاوري في إسطنبول، صيغة تقوم على انسحاب قوات سوريا الديمقراطية بأسلحتها من منبج وعين العرب (كوباني) شمال سوريا.
لتحل القوات السورية محلها مع الإبقاء على قوات أمن ودمجها في أجهزة السورية الرسمية، لتحقيق رغبة تركيا في إقامة حزام أمني بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.
ويقول مسؤولون أتراك “: إنه بعد الوساطة الروسية، فإن البلدين الجارين يتجهان ببطء نحو تطبيع كامل للعلاقات“.
وقد تحدثت “فايننشال تايمز“، عن مكاسب تتمثل في كسر عزلة الرئيس السوري الدولية بإعادته العلاقات مع إحدى دول الناتو (تركيا). فيما سيحصد أردوغان –كذلك–العديد من المكاسب؛ بينها أن احتمالية التقارب مع سوريا قد تعزز دعمه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي من المتوقع إجراؤها في 14 مايو المقبل.
وفي أواخر ديسمبر الماضي استدلت الصحيفة البريطانية على رؤيتها، بلقاء جمع بين وزيري دفاع ورئيسي مخابرات سوريا وتركيا في موسكو. مشيرة إلى أن البلدين سيحصدان العديد من المكاسب، من وراء تطبيع العلاقات.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن مساعي التطبيع يقف خلفها ضغط شعبي. فلطالما ضغط حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي لتطبيع العلاقات مع الأسد كخطوة نحو إعادة اللاجئين السوريين الذين بلغ تعدادهم أكثر من 4 ملايين، مما أثار غضبًا داخل الأوساط التركية.
فيما قال النائب عن حزب الشعب الجمهوري أونال تشفيكوز: إن حزب الشعب الجمهوري أصر دائمًا على الحوار بين أنقرة ودمشق. مشيرًا إلى أنه بعد أن فعلت الحكومة ذلك، كيف لنا أن نقول لا نفعل؟