زعيم المعارضة التشادية يتهم فرنسا بتعطيل الديمقراطية
اتهم سوكيش مسرة رئيس الوزراء التشادي السابق وزعيم المعارضة فرنسا بتعطيل العملية الديمقراطية في البلد الأفريقي، الذي يحكمه مجلس عسكري، مؤكدا أنها دعمت عائلة الرئيس إدريس ديبي للبقاء في السلطة على حساب إرادة الشعب.
وأعلن مسرة أنه يعتزم مقاطعة الانتخابات البرلمانية والبلدية المقرر إجراؤها في 29 ديسمبر/كانون الأول المقبل، قائلا إن “موقف فرنسا يعيق تقدمنا نحو الديمقراطية”، مضيفا أن “الخيار الأدنى كان يجب أن يكون الحياد، لكن من الواضح أن باريس فضلت عائلة واحدة على إرادة الشعب التشادي الذي يتطلع إلى التغيير”، وفق موقع “أخبار شمال” أفريقيا.
وفاز رئيس المجلس العسكري محمد إدريس ديبي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 6 مايو/أيار الماضي، والتي وصفتها منظمات دولية غير حكومية بأنها “غير حرة”، بينما تقدم سوكيش الذي حلّ في المركز الثاني بطلب إلى المجلس الدستوري لإلغاء نتائج الاقتراع.
وتحصل ديبي على 61.03 في المئة من الأصوات، متفوقا على رئيس وزرائه سوكسيه ماسرا الذي حصل على 18.53 في المئة.
وتشهد تشاد توترات سياسية، وسط تصاعد الدعوات لمقاطعة الانتخابات المقبلة في ظل التشكيك في شفافيتها نزاهتها.
ويعاني البلد الذي يقع في وسط أفريقيا من مصاعب اقتصادية وعدم استقرار سياسي وصراع مسلح، فيما فاقمت الحرب الدائرة في السودان على حدوده الشرقية أزماته.
ويتنامى العداء لفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، التي تواجه اتهامات بالسعي إلى زعزعة الاستقرار في دول الساحل الأفريقي بعد أن فقدت نفوذها في المنطقة.
وتحتفظ فرنسا بوجود عسكري في تشاد كجزء من عملياتها لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، ويُعتبر الجيش التشادي حليفا إستراتيجيا لباريس، حيث يتمركز أكثر من ألف جندي فرنسي في قواعد عسكرية في البلد الأفريقي.
وأكد جان ماري بوكل مبعوث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أفريقيا في مارس/آذار الماضي أن باريس ستحتفظ بقواتها في تشاد.
واضطرت فرنسا إلى سحب قواتها من النيجر، البلد المجاور لتشاد، وأطرد دبلوماسيوها وموظفوها بعدما أيّدت الرئيس السابق محمد بازوم في أعقاب الانقلاب.
ويرى مراقبون أن فرنسا تسعى إلى تعويض خسارتها في النيجر وبوركينا فاسو ومالي عبر حماية نفوذها في تشاد، مدفوعة بمخاوفها من التوسع الروسي في المنطقة.
وعلى امتداد دول الساحل الأفريقي وجنوب الصحراء وصولا إلى شمال أفريقيا، تتصاعد مشاعر العداء ضد فرنسا، بعد تحول الاستياء من التحكم الفرنسي في الثروات الأفريقية إلى غضب عارم، بينما تتزايد الدعوات لقطع العلاقات مع المستعمر السابق.