رسائل سياسية وأمنية.. السعودية تخاطب إيران بلغة الدبلوماسية

وصل وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى طهران الخميس في زيارة رسمية لعقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين. ومناقشة مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية، على رأسها مجال الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، في ظل التطورات الساخنة في الشرق الأوسط لاسيما الأمنية المرتبطة بكلا البلدين.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الأمير خالد سيعقد خلال الزيارة عددا من اللقاءات “لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك”. بما في ذلك الحرب في غزة، والوضع في سوريا ولبنان واليمن والعراق.
وتأتي الزيارة قبل محادثات مقررة مطلع الأسبوع المقبل بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. وكانت شبكة “بي.بي.سي” البريطانية قد ألمحت في تقرير لها، أن السعودية يمكنها لعب دور الوسيط بين إيران ودول أخرى، متطرقة إلى ما ورد في البيان الإيراني من أن مواقف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن أن التعاون بين طهران والرياض والدول الأخرى في المنطقة، يمكن أن “يسهم بشكل فعّال في تعزيز الاستقرار وإرساء السلام. وأن السعوديين مستعدين للعب دور في المساعدة على حل أي توتر وزعزعة للأمن في المنطقة”.
-
مستجدات التقارب بين السعودية وإيران: الى أي مراحل وصلت الخطوات؟
-
السعودية تعوّل على دور ترامب في تخفيف التصعيد بين إسرائيل وإيران
في السياق قالت وكالة الأنباء الإيرانية في وقت سابق الخميس. إن وزير الدفاع السعودي يزور طهران على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، تلبية لدعوة من رئيس هيئة الأركان العامة الإيراني محمد باقري.
وأضافت أن الأمير خالد سيلتقي باقري إضافة إلى عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين الإيرانيين. وتشمل أجندة المباحثات بين الجانبين “ملفات تطوير العلاقات الدفاعية. وتعزيز التعاون الإقليمي بهدف دعم السلام والاستقرار في المنطقة. إضافة إلى التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب”، وفق الوكالة نفسها.
وصرح رئيس الأركان الإيراني بهذا الشأن “نعمل على تطوير العلاقات مع السعودية بمختلف المجالات، مضيفاً “يمكن للسعودية وإيران لعب دور في ضمان أمن المنطقة. مشيرا إلى أن طهران تقدّر مواقف المملكة بشأن غزة وفلسطين”.
-
خطوات جادة لتوطيد العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران
-
وساطة روسية بين أمريكا وإيران.. هل ينجح بوتين في نزع فتيل الأزمة؟
وتعكس زيارة وزير الدفاع السعودي لطهران حرص قيادة المملكة على تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين، في إطار الالتزام باتفاقية بكين، ورفع مستوى التنسيق والتعاون بين السعودية وإيران، بما يحقق مصالحهما المشتركة، ويسهم في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما تأتي الزيارة في إطار التباحث حول مستجدات الأحداث في المنطقة.وتبادل وجهات النظر إزاء التطورات الإقليمية والدولية، وتناول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك .وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، وتلبية تطلعات شعوبها.
وتعد زيارة الوزير السعودي ثاني زيارة يجريها مسؤول دفاعي رفيع المستوى إلى إيران منذ استئناف العلاقات بين البلدين في سبتمبر/أيلول 2023.
-
لقاء وزيري خارجية السعودية وإيران الخميس في بكين
-
ترامب وإيران.. 4 سيناريوهات محتملة أبرزها «الصدمة والرعب»
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024 أجرى رئيس هيئة الأركان العامة السعودي فيّاض بن حامد الرويلي، زيارة إلى طهران بدعوة من نظيره الإيراني .وبحثا “فرص تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال العسكري والدفاعي، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة”.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، عاد التمثيل الدبلوماسي بين السعودية وإيران، لأول مرة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران في 2016. ثم تم الاتفاق على استئنافها في مارس/آذار من العام ذاته. وفي 10 مارس/اذار 2023، أعلن البلدان استئناف علاقاتهما الدبلوماسية. عقب مباحثات برعاية صينية في العاصمة بكين.
-
هل أخفقت المحادثات بين السعودية وإيران؟
-
علاقة السودان وإيران تثير مخاوف من جعل البلاد منصة لعملياتها
وكانت السعودية قطعت علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق). احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها “الإرهاب”.
رغم التحديات، فإن عودة العلاقات السعودية-الإيرانية تمثل فرصة لتخفيف التوترات في المنطقة وفتح الباب أمام تعاون اقتصادي وأمني يصب في مصلحة شعوب المنطقة. لكن نجاح هذا التقارب يتوقف على مدى التزام طهران باحترام السيادة، وتجنب التدخل في الشؤون الداخلية. والعمل المشترك لحل النزاعات الإقليمية.