رئيس الوزراء التركي الأسبق لأردوغان: نعيش فوضى‎


وجّه رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داوود أوغلو، رسائل قوية للرئيس التركي رجب أردوغان، أكد خلالها أن البلاد تعيش في فوضى وأنه يجب تصحيح مسار البلاد، وذلك في تصريحات أدلى بها، مساء الأربعاء، خلال مشاركته بمأدبة إفطار رمضانية في العاصمة أنقرة، بصحبة عدد من النواب السابقين بحزب العدالة والتنمية الحاكم،

وفق الموقع الإلكتروني لصحيفة جمهورييت، فإن داوود أوغلو قال إن التشاؤم موجود في كل مكان، والأزمات الاقتصادية والخطابات السياسية المتوترة والتآكل الأخلاقي الذي نعاني منه جميعاً، كل ذلك يشعرنا بالحزن لخلقه أجواء متشائمة، ولكن علينا تصحيح مساراتنا في هذه الفترة الفوضوية.

وأوضح أوغلو أن ما ندافع عنه هو الحرية والأمن، وكلاهما هدف رئيسي يتعين علينا أن ننجح فيه في الوقت نفسه وبنفس المقدار، فلو ضحينا بالأمن في سبيل الحرية سيؤدي ذلك للفوضى، وإذا ضحينا بالحرية في سبيل الأمن فسيؤدي ذلك بنا إلى أنظمة مستبدة. فلا يمكن لنظام حاكم أن يستمر وهو يتعارض مع طبيعة البشر.

وأضاف رئيس الوزراء الأسبق:”نحن نحارب الإرهاب، وعلينا ذلك، لكن لا بد أن تكون هناك موازنة بين الحرية والأمن، فبقاء الدول وديمومة الشعوب لا يمكن أن يتحققا بالقوة العسكرية. والشيء الوحيد الذي يحقق بقاء الدول هو ما لدى الأفراد الذين يشكلون المجتمع، من حس سليم بالانتماء…من الممكن أن نخسر كل شيء، ونظفر به من جديد، السلطة قد نخسرها، ونفوز بها مدداً، فمن يفقدون الأمل لا يحق لهم العيش للغد. لا تخافوا من البوح بما في داخلكم.

وشدد داوود أوغلو في تصريحاته على ضرورة الرد على الآراء والأفكار المختلفة، مضيفاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة تعرضت لسيل من الاتهامات للتعبير عن رأيي، لذلك علينا أن نرد بالفكر المضاد على كل من يتبنى فكراً يعارض من نتبناه من أفكار، فما أسهل من الاتهامات التي يمكن لأي شخص أن يلقيها جذافاً.

تجدر الإشارة إلى أن الأروقة السياسية تشهد منذ عدة أشهر مزاعم حول اتجاه الرئيس التركي السابق عبد الله جول وعدد من قياديات حزب العدالة والتنمية، ومن بينهم داوود أوغلو وعلي باباجان، لتأسيس حزب سياسي جديد؛ احتجاجاً على السياسات التي يتبعها أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.

وما عزز هذه المزاعم، قيام جول وداوود أوغلو بإصدار تصريحات وبيانات حول التطورات السياسة التي تشهدها البلاد سياسياً واقتصادياً؛ لا سيما فيما يتعلق بالانتخابات المحلية الأخيرة.

ففي يوم 7 مايو الجاري، أي غداة قرار إلغاء انتخابات إسطنبول، أعرب جول عن رفضه الشديد للقرار، وقال في تغريدة له بموقع تويتر: شعرت إزاء القرار بالمشاعر نفسها التي انتابتني إزاء قرار المحكمة الدستورية الذي صدر عام 2007 وألغى الجولة الأولى من انتخابي رئيساً للدولة.

وسبق أن أصدر جول بياناً للتعليق على الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت 31 مارس الماضي، دعا فيه رجب طيب أردوغان إلى عدم التشكيك في نتائج الانتخابات؛ بعدما واصل الأخير مماطلته، ورفضه الاعتراف بهزيمته في إسطنبول.

وكان هذا البيان أول تصريحات يدلي بها الرئيس السابق جول في شأن عام بالدولة منذ شهر يناير 2018، الذي شهد خلافات بينه وبين أردوغان رفيق دربه في تأسيس حزب العدالة والتنمية.

وعلى نفس الشاكلة أصدر داوود أوغلو بياناً يوم 22 أبريل الماضي، شن فيه هجوماً حاداً على نظام أردوغان، على خلفية مماطلته، وإصراره على عدم الاعتراف بهزيمته في إسطنبول.

البيان الذي هو عبارة عن توصيات واستنتاجات فيما يقرب من 20 صفحة حول الأوضاع بتركيا، شدد خلاله على تدخل أردوغان في سجالات سياسية حادة أغلب الوقت، وظهوره كأحد الأطراف، على الرغم من أنه يتعين عليه الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، تسبب في قطيعة نفسية بين الرئاسة ونصف المجتمع على الأقل.

وذكر في بيانه أن النظام الرئاسي بقيادة أردوغان يعيش حالة من القطيعة مع نصف المجتمع، منتقداً تراجع الحريات بالبلاد، وانحياز الرئاسة إلى طرف ضد آخر في الانتخابات المحلية التي جرت 31 مارس/آذار الماضي.

وبخصوص آخر المزاعم المتعلقة باتجاهه لتأسيس حزب جديد، ذكرت شبكة دويتش فيله الإخبارية الألمانية يوم 13 مايو/أيار الجاري، خبراً قالت فيه إن مساعي الرجل في هذا الصدد شارفت على الانتهاء.

وأوضحت أن رئيس الوزراء الأسبق سيعطي إشارة البدء لتأسيس حزبه الجديد، في وقت لاحق من شهر رمضان الجاري، على أن يكون ذلك خلال مشاركته في إفطار بولاية ديار بكر، ذات الأغلبية الكردية، جنوب شرقي البلاد.

وعلى خلفية مواقفهم المعارضة لأردوغان، أعلن الكاتب عبدالقادر سلفي، المقرب من الأخير، في مقال له يوم 14 مايو الجاري، أن الرئيس يدرس فصل داوود أوغلو من الحزب وإسقاط عضويته.

وذكر الكاتب أن أردوغان طرح موضوع الانتخابات المحلية في إسطنبول خلال اجتماع لمجلس إدارة الحزب خلال الشهر الجاري.

وفي سياق متصل، قال سلفي “تطرق أردوغان لتعليقات عبدالله جول وأحمد داوود أوغلو على قرار اللجنة العليا للانتخابات، خلال اجتماع مجلس إدارة الحزب والاجتماع الحادي عشر للحزب في إسطنبول”.

وتابع “وفي حديثه عن عبدالله جول، ذكر أردوغان أنه ليس مؤسساً للحزب وأنه لم يعد عضواً به بعد انتهاء رئاسته”.

وأضاف “وفيما يخص داوود أوغلو، اكتفى أردوغان بعبارة رئيس الوزراء السابق، غير أنه لمّح إلى احتمالية بدء عملية فصله من الحزب بعد شهر رمضان”.

Exit mobile version