سياسة

دويلة قطر وصفقة نيوكاسل


لا يبدو أن شيخ دويلة قطر ولا والده رأس الأفعى قد تعلَّما من درس المقاطعة والتهميش والعزلة التي ما زالا يعانيان منها حتى الآن؛ فقد أقامت سلطات هذه الدويلة الدنيا عندما أقدم صندوق الاستثمارات العامة السعودي على الاستثمار في تملّك جزء من نادي نيو كاسل الواعد في الدوري الإنجليزي، والمتابع من قبل ملايين الجماهير الرياضية داخل بريطانيا وخارجها، وكان اعتراض الدويلة لأسباب محض سياسية وليست رياضية.

والاستثمار في الأندية الرياضية أصبح من حيث العوائد ونمو رأس المال في العقود الأخيرة من أفضل الاستثمارات مردوداً مالياً، حيث تُقدم على الاستثمار في هذه الأندية كثير من الصناديق السيادية، وبالذات في دول الخليج.

لماذا تعترض قطر، وتحاول بكل ما أوتيت من صفاقة أن تفسد الصفقة؟.. السبب لتثبت للمملكة، ولغيرها من دول المقاطعة، أن لديها القدرة على الإضرار بمصالح المملكة، حتى غير السياسية، عسى ولعل أن يشكِّل هذا الإيذاء عامل ضغط يخرجها من حالة المقاطعة والعزلة التي وجدت نفسها فيها، والتي مضى عليها حتى الآن أكثر من ثلاثة أعوام، وكلَّفها ذلك كثيراً من الخسائر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية؛ وشعر الشعب القطري أن المدة تطول، والأضرار تتفاقم، وليس ثمة حتى بصيص من أمل، خاصة بعد تعثر مباحثات بين الدويلة ودول المقاطعة لإصلاح ذات البين، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً؛ فالقطريون، أو بلغة أدق حكام قطر، ما زالوا يكابرون، ويصرون أنهم (أنداد) ويحاولون (اختلاق) أن لديهم عوامل ضغط وقوة، وهم ليسوا أكثر من دويلة غنية، تستمد قوتها من احتضان وتمويل الإرهاب، فهي لا تزال تتوهم أنها بمثل هذه الممارسات تجد لنفسها مكاناً وقيمةً تحت الشمس، وترفض التسليم بأنها دويلة صغيرة، لا يمكن أن تراها في خارطة العالم إلا بالمجهر. وقوتها تكمن فقط بقدرتها على الإيذاء، ونسج المؤامرات، لكل من هم حولها، وقد كانت هذه الممارسات، بمثابة السبب الأول والرئيس لمشاكلها، التي وضعتها ووضعت معها شعبها في هذا المأزق الذي تبحث الآن بكل وسيلة عن سبيل للخروج منه. قطر لن تخرج من مأزقها حتى تقتنع بأنها دولة صغيرة ذات إمكانات محدودة، وأن ثروتها مهما بلغت لن تخلق لها قدرات تتجاوز أوضاعها الجغرافية، فهي (دويلة) محاطة من جميع الجهات بالمملكة، إلا مما يلي البحر، وطالما أنها تكابر، وتحاول التمرّد على هذه الحقائق الموضوعية، فسوف يضيق عليها الخناق مع مرور كيوم جديد، وسوف تستمر عزلتها إلى ما يشاء الله. أما بالنسبة لمحاولتها (تخريب) صفقة صندوق الاستثمارات للنادي الإنجليزي، فقد كانت بكل ما تحمله الكلمة من معنى محاولة غبية وساذجة وخسيسة، فضحتها، وعرت انحطاط أساليبها، وأنها بالفعل (دويلة فيروسية)، تستمد مكانتها من بذل الأموال للتخريب، وإلا فما مصلحة قطر في تخريب هذه الصفقة، غير أنها أولاً تقحم الرياضة في السياسة، وثانياً أنها دولة تفتقد أي عوامل موضوعية للقوة إلا ببذل الأموال للتخريب ليس إلا.

ولعل هذه المحاولة القطرية اليائسة والبائسة تؤكد للكثيرين أن هذا الكيان الصغير دويلة مؤذية، ما زالت رغم العزلة القاتلة التي تعيش فيها لم تتعلّم الدرس.

نقلا عن الرياض

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى