دكاكين الحقوق ونافخو الكير.. ما أشبه اليوم بالبارحة


بسقوط تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر واستعادة المصريين وطنهم من براثن عصابات القتل والإرهاب، أدرك الجميع صعوبة التحديات التي تنتظر قلب العروبة، وأن هذه الانتفاضة الشعبية ضد أهم جماعات الإسلام السياسي التي راهنت عليها القوى الغربية لإنجاح مشروع “الشرق الأوسط الجديد” لن تمر بتلك السلاسة، وهو ما كانت تدركه القيادات الوطنية المصرية أو حتى الدول العربية التي وقفت إلى جانب إرادة الشعب المصري في الـ30 من يونيو.
وتابع الجميع كيف تكالبت دكاكين حقوق الإنسان والإعلام الغربي على مصر، ولم يكد يمر يوم إلا وتصدر هذه المنظمة أو تلك الجمعية تقريرا حول ما أسموه “وضع الحريات في مصر”، ويعلن ذلك السيناتور أو ذاك البرلماني الغربي عن بيان يعبرون فيه عن قلقهم تجاه ما أسموه الديمقراطية والحرية وانتشار حالات القمع، متناسين جرائم الإخوان وتهديدهم العلني باستئناف العمليات الانتحارية بعد خلع مرسي وزمرته.
هذه الأبواق وزمرة الطبّالين هي ذاتها التي هاجمت من قبل مملكة البحرين عندما وأدت فتنة أتباع طهران الذين حاولوا إشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار في “لؤلؤة الخليج”، وتابعنا جميعا في ذلك الوقت تلك التصريحات التي ظهرت من دكاكين تتاجر بسلعة حقوق الإنسان وحرية الرأي عبر عدد من الباعة الذين يطلقون على أنفسهم لقب “نشطاء حقوقيين”، ولم يتركوا مناسبة إلا وهاجموا فيها قيادة البحرين وتباكوا بدموع عنوانها الخيبة على إفشال مشروع الفوضى وتهاوي رموز أذناب طهران في البحرين واحدا تلو الآخر.
مرتزقة الإعلام ودكاكين الحريات هم ذاتهم الذين هاجموا من قبل دولة الإمارات عندما أعلنت القبض على 94 عضوا من التنظيم السري، واستنفرت تلك الدكاكين كل قواها للتشكيك في القضاء الإماراتي الذي قال كلمته تجاه المنتمين لهذا التنظيم وفق ما يقتضيه دستور الدولة وسنّته قوانينها وبمحاكمة نزيهة شهد لها أهالي المتهمين ومحاموهم قبل غيرهم.
هذه الأمثلة التي ذكرناها من باب الاستشهاد وتبيان حجم الحملات المغرضة التي استهدفت الدول الثلاث تدعونا للتساؤل، ماذا لو استجابت مصر والبحرين والإمارات لمطالبات تلك الدكاكين واستفزازات أبواقها الإعلامية في الشرق والغرب؟ وماذا سيكون الوضع الأمني اليوم في شوارع القاهرة وأسواق المنامة وأحياء أبوظبي؟
هذا الهدوء والازدهار والاستقرار الذي تحظى به الدول الثلاث وشعوبها، إنما هو نتيجة حتمية لتعاملها بحكمة وحزم مع استفزازات دكاكين الحريات ووكلائهم من النشطاء الحقوقيين وأبواقهم الإعلامية، هو ما يدعونا للتفاؤل اليوم ونحن نتابع تلك الحملات المسعورة التي تستهدف المملكة العربية السعودية وقيادتها من خلال ذات المرتزقة والأبواق والدكاكين، ودون مراعاة لأي اعتبارات إنسانية أو أخلاقية أو حتى أمانة صحفية تراعي آداب وأخلاق مهنة الصحافة التي شوهتها أبواق الإخوان الإعلامية في الدوحة وأنقرة.
هذا السقوط الأخلاقي انضمت له زمرة من بعض المؤسسات الإعلامية الغربية التي طالما كانت مثالا للمصداقية والأمانة والرصانة في نقل الخبر، ولكن يبدو أن المال السياسي القذر لتنظيم الحمدين قد طال شرف المهنة الإعلامية، وتحولت هذه المؤسسات من مدارس إعلامية عريقة يضرب بها المثل في كليات الإعلام والصحافة إلى دكاكين تنشر الأكاذيب والأخبار المغلوطة لمن يدفع أكثر.
نحن على ثقة تامة بأن المملكة بحكمة قادتها وبتكاتف أبنائها وبدعم من أشقائها ستنجح كعادتها في صد تلك الحملات المسعورة، وستعود تلك الدكاكين الحقوقية ومرتزقة الإعلام وداعموهم في الشرق والغرب صاغرين إلى جحورهم بعد كشف الحقيقة في قضية “خاشقجي”، والتي تتعامل معها الرياض بهدوء وحنكة سياسية وقانونية ودبلوماسية أصابتهم بالخيبة والحيرة، هذا الهدوء الذي دفع مرتزقة الإعلام ونافخو الكير إلى نشر خبر وحذف أضعافه بعد أن جعلتهم الرياض عبرة ومثالا لمقولة “من فمك أدينك“.

Exit mobile version