سياسة

دعم ثابت لا يعرف التقلبات.. الإمارات تكرّس حضورها في نصرة فلسطين


تؤمن دولة الإمارات بأن دعم القضية الفلسطينية ليس خيارا سياسيا، بل التزام أخلاقي وإنساني ينبع من ثوابت تأسست عليها الدولة.

وقد شكّل هذا الإيمان ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الإماراتية منذ تأسيسها، حيث وقفت الإمارات بثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.

مقال يجسد الرؤية الإماراتية للقضية الفلسطينية

وفي هذا الإطار، جاء مقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، في صحيفة “الاتحاد”، ليعكس التزام الإمارات السياسي والإنساني تجاه فلسطين، ودعوتها الجادة للمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات ملموسة تعزز فرص إقامة الدولة الفلسطينية، وتؤسس لسلام قائم على العدالة والكرامة والشرعية الدولية.

مقال أكد فيه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يعد خيارا سياسيا فحسب، بل ضرورة أخلاقية وإنسانية وقانونية، تفرضها المبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة والقيم التي يحرص المجتمع الدولي على تجسيدها.

وقد شدد على أن الطريق إلى السلام الشامل يبدأ بإرادة دولية مسؤولة تعيد إحياء المسار السياسي المجمّد، وتكفل تحقيق حل الدولتين كخيار واقعي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.

ترحيب إماراتي بالاعترافات الدولية بفلسطين

وقد رحبت دولة الإمارات مؤخرا بإعلان عدد من الدول اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة اعتبرها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي “تحولا تاريخيا يعكس تنامي الوعي العالمي بعدالة هذه القضية، ويمهد الطريق لإعادة إحياء المسار السياسي المجمّد منذ سنوات طويلة”.

ويُنتظر أن يتم إعلان هذه الاعترافات بشكل رسمي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل، وهو ما وصفه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في مقاله، بأنه “يشكّل لحظة فارقة نحو إنهاء أطول الصراعات في التاريخ الحديث”.

وحثّ على تحرك جماعي دولي مسؤول يضمن حماية الحقوق الفلسطينية، ويؤسس لسلام عادل ودائم، يستند إلى حل الدولتين، ويكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وبما يعيد الأمل في مستقبل يسوده الأمن والازدهار والتعايش.

تحركات دبلوماسية

وإلى جانب الموقف السياسي الثابت، تبذل دولة الإمارات جهودا دبلوماسية مكثفة لدفع المجتمع الدولي نحو اتخاذ خطوات عملية لدعم هذا التوجه.

أحدث تلك التحركات كانت الأسبوع الماضي، حيث شاركت الإمارات في المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والذي انعقد، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بمشاركة دولية واسعة.

وقدمت الإمارات خلال المؤتمر رؤية متكاملة لتحقيق السلام المستدام، شملت:

  • أهمية الدفع لخلق إرادة سياسية تؤمن بأن الحل السياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين، هو الخيار الوحيد الواقعي الذي يقود إلى السلام المستدام، عبر عملية تفاوضية جادة بين الأطراف، وبرعاية إقليمية ودولية
  • وضع خارطة طريق واضحة المعالم لمسار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، تعيش بسلام وأمان جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، وأن تلتزم كل الأطراف المعنية بإنقاذ خارطة الطريق.
  • معالجة جذرية لمسائل الإصلاح والحوكمة والأمن. بما يؤمّن تمكين سلطة وطنية فلسطينية شرعية كفؤة ومسؤولة وقادرة على حصر السلاح بيدها وتأمين الأمن والاستقرار وسيادة القانون.
  • إشراك الأطراف الإقليمية والدولية في عملية سلام شاملة تؤدي إلى مكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة، وإنهاء دوامة العنف والمواجهات، وحل الأزمات، وإشاعة الاستقرار، وبناء جسور التواصل، وتحقيق التنمية والازدهار لكل دول وشعوب المنطقة. بما يشمل طموح وآمال الفلسطينيين والإسرائيليين.

جسور الأمل مع غزة

وفي موازاة الحراك السياسي والدبلوماسي، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة أداء دور محوري على الصعيد الإنساني، لا سيما في ظل الكارثة المستمرة في قطاع غزة.

وفي هذا الصدد،أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، على الحاجة  المُلحّة إلى الإمدادات الإغاثية والإنسانية، خاصة في ظل الظروف التي يعاني منها قطاع غزة، مشيرا إلى أن دولة الإمارات حرصت على أن تكون في مقدمة الدول المانحة لغزة.

إذ قدّمت الإمارات أكثر من 44% من إجمالي المساعدات الدولية المقدّمة للقطاع منذ بداية الأزمة، عبر جهود متكاملة نُفذت برا وجوا وبحرا، وذلك ضمن عملية «الفارس الشهم 3».

وقد قادت دولة الإمارات عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية على المناطق الأكثر تضررا في القطاع، وشجّعت كلا من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا على الانضمام إلى هذه الجهود.

وخلال الأيام السبعة الماضية فقط، أدخلت دولة الإمارات 4300 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية، عبر الإسقاط الجوي إلى جانب عشرات الشاحنات المحمّلة بالمؤن الحيوية، وتنفيذ مشاريع رئيسية لتأمين المياه وتحسين مستوى الخدمات الأساسية.

وفي موازاة ذلك، أولت دولة الإمارات أهمية خاصة للقطاع الصحي، من خلال تشغيل المستشفى الميداني الإماراتي، والمستشفى العائم لتقديم خدمات طبية متقدمة، بما يسهم في تعزيز قدرة النظام الصحي المحلي على الاستجابة الإنسانية والإغاثية.

نهج ثابت وقيادة ملهمة

جهود متواصلة أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أنها تنبع من التزام راسخ لدى قيادة دولة الإمارات وشعبها، وهي امتداد لنهج وضع لبنته الرئيسية المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتستمر اليوم بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة. الذي يؤمن بأن الوقوف مع الشعب الفلسطيني واجب إنساني وأخلاقي، لا تحدده الحسابات السياسية،.بل تحكمه المبادئ والقيم التي تنتهجها دولة الإمارات.

 

دعوة لمن لم يعترف بعد

وفي ضوء هذه الرؤية، أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن “الاعتراف الدولي بدولة فلسطين لا يمثل فقط انتصارا قانونيا لشعب واقع تحت الاحتلال. بل يُعد خطوة محورية نحو إعادة التوازن في المنطقة، وركيزة أساسية لبناء مستقبل يسوده التفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب، بعيدا عن منطق الإقصاء والصراع”.

ومن هذا المنطلق، وجّه دعوة صادقة إلى جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى إعادة النظر في مواقفها، واتخاذ هذه الخطوة التاريخية التي طال انتظارها. لأن الاعتراف ليس فقط دعما لحقوق شعب، بل هو استثمار في مستقبل منطقة بأكملها، تتطلع إلى الأمن، والاستقرار، والتنمية.

وأمام ذلك، تؤكد دولة الإمارات عزمها مواصلة دورها الفاعل في دعم تطلعات الشعب الفلسطيني. والعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين على إنهاء الصراع، وتعزيز فرص السلام العادل والشامل الذي تستحقه شعوب المنطقة. لأن السلام لا يقوم إلا على العدالة، والكرامة، والتسامح، والاحترام المتبادل.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى